اوزيريس والمسيح:
رغم الطابع العام الذي يجمع بين الأسطورة الاوزيرية والأسطورة المسيحية إذ يدور كلاهما حول الحياة والموت ،البعث والخلود ،الثواب والعقاب وما بعد الموت غير أن النظرة التحليلية المبدئية لكل أسطورة تكشف الطبيعة العميقة المتماسكة للفكر المصري القديم في مواجهة النصب اليهودي التلفيقي الذي سيطر علي العالم عشرون قرنا وما يزال،وهو نصب لا ينجو منه كل ملحقات الديانة اليهودية وان صاغت لنفسها كتبها المقدسة الخاصة وأساطيرها الخاصة وصداعها الخاص .
تدور الأسطورة الاوزيرية حول ثلاث محاور رئيسية :
1- صراع الخير والشر ممثلا في اوزيريس وست .
2-دور الحب كقوة أساسية في حسم كل تأثيرات قوي الشر وهزيمة الموت
3-انحلال الصراع بالخلود أو الأبدية التي تسير وفقا لقانون ماعت أو معات المقدسة وهو القانون الأزلي الأبدي الذي يسير عليه الآلهة والبشر والطبيعة وهو يعني الحق والحقيقة والعدل والعدالة و ما لا يقبل التغيير والتبديل وغير ذلك من مقومات انتظام العالم ، لهذا لم يكن من العجيب أن يترأس اوزيريس هيئة المحاكمة للمنتقلين ولن أقول الأموات إذ أن الموت لا معني له إلا الرحيل إلي النهار والظفر بالخلود مادام المرء يسير وفقا للقانون الأخلاقي العام .
كان اوزيريس ملكا نبيلا وعادلا لهذا لم يكن عجيبا أن يصطدم بحقد ست وغيرته فيدبر له المكيدة الشهيرة التي تجعله رهينة صندوق مغلق يلقي به في النيل ، وفي رواية أخري يتم تمزيق جسده وبعثرته في الوادي ، وتمزيق الجسد هذا تمثيل دقيق لفعل الجفاف والتحاريق في الأرض ، لكن ايزيس الزوجة الوفية والأم الكونية لن تدخر وسعا في البحث عن زوجها حثي وان وصلت إلي سواحل لبنان لتعيد بعثه وتحصل علي نطفة منه لتلد حورس الابن المقدس الذي يواصل مسيرة أبيه علي الأرض ويكاد المرء يجزم بأن حورس الابن بصورة الصقر الذي يمثله هو النمط الأولي (بروتوتايب) للروح القدس في المسيحية .
لكن لا حورس ولا اوزيريس احتلا مكانهما في وجدان الشرق الأدنى القديم بقدر ما احتلته ايزيس ، ومن يلق نظرة علي ألقاب ايزيس كما وردت في القصة الشهيرة "تحولات لوقيوس ابوللوس"من العصر الروماني المتأخر يدرك جيدا تلك المكانة
أما الأسطورة اليهودية فقد أتت لنا بنسق مغاير تماما يتمحور حول فكرتي الخطيئة الاولي والخلاص وكلاهما يكشف عن نمط بدائي من التفكير.
الخطيئة الأولي نجد قصتها في الفصول الأولي من سفر التكوين اليهودي فبعد أن خلق الله آدم من الطين وضعه في جناته محذرا إياه من أكل ثمرة معينة ولن يتردد كاتب هذا السفر من الازدراء بعقولنا فسوف يقول لنا أن تلك الشجرة هي شجرة المعرفة أو بالأدق معرفة الخير والشر ،وسوف ينصاع آدم لتعليمات الإله إلي أن يشاء حظه العاثر بأن يفكر الإله نفسه في خلق رفيق له أو رفيقة لتؤنسه في وحدته -ليس إلا-فتأتي حواء -أم كل حي-ولا ندري كيف أطلق عليها هذا الاسم وهي لم تأت أصلا للحمل والولادة بل للمؤانسة التي اتضح فيما بعد أنها مؤانسة هلاك وقطع أرزاق فتحرض آدم علي الأكل من الثمرة المحرمة ، وهكذا يعرف الذكر المسكين انه عريان ويصيح بامرأته:"دثريني ....دثريني"أما الإله فسوف يستمر في أفكاره الصبيانية : هاهو الإنسان قد صار كواحد منا عارفا بالخير والشر ،لهذا ينبغي طرده .
ويخرج آدم المسكين ورفيقته ، حزين بالفعل من الجنة وتظل الخطيئة لاصقة يهما وبأحفادهما وأحفاد أحفادهما إلي أن يعود الإله المسكين إلي أعماله الصبيانية مرة أخري فيرسل كلمته إلي عذراء هي حواء الجديدة لكي تحبل وتلد ابنا عظيما قادرا لكي يرفع عنا تبعات الخطيئة الأولي وإنما أيضا ليعلمنا ما هو الخير والشر يحتار المرء حقا أمام كل هذه المتناقضات .
المهم أن المسيحية صنعت تاريخها وشهدائها وسلطاتها وكتبها وأفكارها ....الخ ، لكن البحث الفولكلوري أو التراث الشعبي يقول لنا أن الشعوب مازالت مدينة بالكثير من عاداتها وتقاليدها لأصولها القديمة ، وهكذا يمكن أن نجد في عادات المصريين المحدثين في أحداث الميلاد والموت صدي واضح لتقاليدهم القديمة وحتى في احتفالاتهم بالقيامة وشم النسيم صورة لاحتفالاتهم ببعث اوزيريس
رغم الطابع العام الذي يجمع بين الأسطورة الاوزيرية والأسطورة المسيحية إذ يدور كلاهما حول الحياة والموت ،البعث والخلود ،الثواب والعقاب وما بعد الموت غير أن النظرة التحليلية المبدئية لكل أسطورة تكشف الطبيعة العميقة المتماسكة للفكر المصري القديم في مواجهة النصب اليهودي التلفيقي الذي سيطر علي العالم عشرون قرنا وما يزال،وهو نصب لا ينجو منه كل ملحقات الديانة اليهودية وان صاغت لنفسها كتبها المقدسة الخاصة وأساطيرها الخاصة وصداعها الخاص .
تدور الأسطورة الاوزيرية حول ثلاث محاور رئيسية :
1- صراع الخير والشر ممثلا في اوزيريس وست .
2-دور الحب كقوة أساسية في حسم كل تأثيرات قوي الشر وهزيمة الموت
3-انحلال الصراع بالخلود أو الأبدية التي تسير وفقا لقانون ماعت أو معات المقدسة وهو القانون الأزلي الأبدي الذي يسير عليه الآلهة والبشر والطبيعة وهو يعني الحق والحقيقة والعدل والعدالة و ما لا يقبل التغيير والتبديل وغير ذلك من مقومات انتظام العالم ، لهذا لم يكن من العجيب أن يترأس اوزيريس هيئة المحاكمة للمنتقلين ولن أقول الأموات إذ أن الموت لا معني له إلا الرحيل إلي النهار والظفر بالخلود مادام المرء يسير وفقا للقانون الأخلاقي العام .
كان اوزيريس ملكا نبيلا وعادلا لهذا لم يكن عجيبا أن يصطدم بحقد ست وغيرته فيدبر له المكيدة الشهيرة التي تجعله رهينة صندوق مغلق يلقي به في النيل ، وفي رواية أخري يتم تمزيق جسده وبعثرته في الوادي ، وتمزيق الجسد هذا تمثيل دقيق لفعل الجفاف والتحاريق في الأرض ، لكن ايزيس الزوجة الوفية والأم الكونية لن تدخر وسعا في البحث عن زوجها حثي وان وصلت إلي سواحل لبنان لتعيد بعثه وتحصل علي نطفة منه لتلد حورس الابن المقدس الذي يواصل مسيرة أبيه علي الأرض ويكاد المرء يجزم بأن حورس الابن بصورة الصقر الذي يمثله هو النمط الأولي (بروتوتايب) للروح القدس في المسيحية .
لكن لا حورس ولا اوزيريس احتلا مكانهما في وجدان الشرق الأدنى القديم بقدر ما احتلته ايزيس ، ومن يلق نظرة علي ألقاب ايزيس كما وردت في القصة الشهيرة "تحولات لوقيوس ابوللوس"من العصر الروماني المتأخر يدرك جيدا تلك المكانة
أما الأسطورة اليهودية فقد أتت لنا بنسق مغاير تماما يتمحور حول فكرتي الخطيئة الاولي والخلاص وكلاهما يكشف عن نمط بدائي من التفكير.
الخطيئة الأولي نجد قصتها في الفصول الأولي من سفر التكوين اليهودي فبعد أن خلق الله آدم من الطين وضعه في جناته محذرا إياه من أكل ثمرة معينة ولن يتردد كاتب هذا السفر من الازدراء بعقولنا فسوف يقول لنا أن تلك الشجرة هي شجرة المعرفة أو بالأدق معرفة الخير والشر ،وسوف ينصاع آدم لتعليمات الإله إلي أن يشاء حظه العاثر بأن يفكر الإله نفسه في خلق رفيق له أو رفيقة لتؤنسه في وحدته -ليس إلا-فتأتي حواء -أم كل حي-ولا ندري كيف أطلق عليها هذا الاسم وهي لم تأت أصلا للحمل والولادة بل للمؤانسة التي اتضح فيما بعد أنها مؤانسة هلاك وقطع أرزاق فتحرض آدم علي الأكل من الثمرة المحرمة ، وهكذا يعرف الذكر المسكين انه عريان ويصيح بامرأته:"دثريني ....دثريني"أما الإله فسوف يستمر في أفكاره الصبيانية : هاهو الإنسان قد صار كواحد منا عارفا بالخير والشر ،لهذا ينبغي طرده .
ويخرج آدم المسكين ورفيقته ، حزين بالفعل من الجنة وتظل الخطيئة لاصقة يهما وبأحفادهما وأحفاد أحفادهما إلي أن يعود الإله المسكين إلي أعماله الصبيانية مرة أخري فيرسل كلمته إلي عذراء هي حواء الجديدة لكي تحبل وتلد ابنا عظيما قادرا لكي يرفع عنا تبعات الخطيئة الأولي وإنما أيضا ليعلمنا ما هو الخير والشر يحتار المرء حقا أمام كل هذه المتناقضات .
المهم أن المسيحية صنعت تاريخها وشهدائها وسلطاتها وكتبها وأفكارها ....الخ ، لكن البحث الفولكلوري أو التراث الشعبي يقول لنا أن الشعوب مازالت مدينة بالكثير من عاداتها وتقاليدها لأصولها القديمة ، وهكذا يمكن أن نجد في عادات المصريين المحدثين في أحداث الميلاد والموت صدي واضح لتقاليدهم القديمة وحتى في احتفالاتهم بالقيامة وشم النسيم صورة لاحتفالاتهم ببعث اوزيريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق