الجمعة، 27 أبريل 2012

قصة موسى النبى


سيرة موسى رجل الله
ذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي. فحبلت المرأة وولدت ابنا. ولما رأته انه حسن خبأته ثلاثة اشهر. ولما لم يمكنها ان تخبئه بعد اخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر. ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به
فنزلت ابنة فرعون الى النهر لتغتسل وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر. فرأت السفط بين الحلفاء فارسلت أمتها واخذته. ولما فتحته رأت الولد واذا هو صبي يبكي. فرقّت له وقالت هذا من اولاد العبرانيين. فقالت اخته لابنة فرعون هل اذهب وادعو لك امرأة مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد. فقالت لها ابنة فرعون اذهبي. فذهبت الفتاة ودعت ام الولد. فقالت لها ابنة فرعون اذهبي بهذا الولد وارضعيه لي وانا اعطي اجرتك. فاخذت المرأة الولد وارضعته. ولما كبر الولد جاءت به الى ابنة فرعون فصار لها ابنا. ودعت اسمه موسى وقالت اني انتشلته من الماء
وحدث في تلك الايام لما كبر موسى انه خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم. فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته. فالتفت الى هنا وهناك ورأى ان ليس احد فقتل المصري وطمره في الرمل. ثم خرج في اليوم الثاني واذا رجلان عبرانيان يتخاصمان. فقال للمذنب لماذا تضرب صاحبك. فقال من جعلك رئيسا وقاضيا علينا. أمفتكر انت بقتلي كما قتلت المصري. فخاف موسى وقال حقا قد عرف الامر. فسمع فرعون هذا الامر فطلب ان يقتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في ارض مديان وجلس عند البئر
وكان لكاهن مديان سبع بنات. فاتين واستقين وملأن الاجران ليسقين غنم ابيهنّ. فاتى الرعاة وطردوهنّ فنهض موسى وانجدهنّ وسقى غنمهنّ. فلما اتين الى رعوئيل ابيهنّ قال ما بالكنّ اسرعتنّ في المجيء اليوم. فقلن رجل مصري انقذنا من ايدي الرعاة وانه استقى لنا ايضا وسقى الغنم. فقال لبناته واين هو. لماذا تركتنّ الرجل. ادعونه لياكل طعاما. فارتضى موسى ان يسكن مع الرجل. فاعطى موسى صفورة ابنته. فولدت ابنا فدعا اسمه جرشوم. لانه قال كنت نزيلا في ارض غريبة
وحدث في تلك الايام الكثيرة ان ملك مصر مات. وتنهّد بنو اسرائيل من العبودية وصرخوا. فصعد صراخهم الى الله من اجل العبودية. فسمع الله انينهم فتذّكر الله ميثاقه مع ابراهيم واسحق ويعقوب. ونظر الله بني اسرائيل وعلم الله
واما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة. فنظر واذ العليقة تتوقّد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى اميل الآن لانظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. فقال هانذا. فقال لا تقترب الى ههنا. اخلع حذائك من رجليك. لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة
ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله. فقال الرب اني قد رأيت مذلّة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من اجل مسخّريهم. اني علمت اوجاعهم. فنزلت لانقذهم من ايدي المصريين واصعدهم من تلك الارض الى ارض جيدة وواسعة الى ارض تفيض لبنا وعسلا. الى مكان الكنعانيين والحثّيين والاموريين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين. والآن هوذا صراخ بني اسرائيل قد اتى اليّ ورأيت ايضا الضيقة التي يضايقهم بها المصريون. فالآن هلم فارسلك الى فرعون وتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر فقال موسى للّه من انا حتى اذهب الى فرعون وحتى اخرج بني اسرائيل من مصر
فقال اني اكون معك وهذه تكون لك العلامة اني ارسلتك. حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل. فقال موسى لله ها انا آتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلني اليكم. فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم. فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه. وقال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه ارسلني اليكم
وقال الله ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله آبائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم. هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور. اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم الرب اله آبائكم اله ابراهيم واسحق ويعقوب ظهر لي قائلا اني قد افتقدتكم وما صنع بكم في مصر. فقلت اصعدكم من مذلّة مصر الى ارض الكنعانيين والحثّيين والاموريين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين الى ارض تفيض لبنا وعسلا
فاذا سمعوا لقولك تدخل انت وشيوخ بني اسرائيل الى ملك مصر وتقولون له الرب اله العبرانيين التقانا. فالآن نمضي سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا. ولكني اعلم ان ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية. فامدّ يدي واضرب مصر بكل عجائبي التي اصنع فيها. وبعد ذلك يطلقكم. واعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين. فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم. فتسلبون المصريين
فاجاب موسى وقال ولكن ها هم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي. بل يقولون لم يظهر لك الرب. فقال له الرب ما هذه في يدك. فقال عصا. فقال اطرحها الى الارض. فطرحها الى الارض. فصارت حية. فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى مدّ يدك وامسك بذنبها. فمدّ يده وامسك به. فصارت عصا في يده. لكي يصدقوا انه قد ظهر لك الرب اله آبائهم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب
ثم قال له الرب ايضا ادخل يدك في عبك. فادخل يده في عبّه. ثم اخرجها واذا يده برصاء مثل الثلج. ثم قال له رد يدك الى عبك. فرد يده الى عبّه. ثم اخرجها من عبّه واذا هي قد عادت مثل جسده. فيكون اذا لم يصدقوك ولم يسمعوا لصوت الآية الاولى انهم يصدقون صوت الآية الاخيرة. ويكون اذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يسمعوا لقولك انك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة فيصير الماء الذي تأخذه من النهر دما على اليابسة
فقال موسى للرب استمع ايها السيد. لست انا صاحب كلام منذ امس ولا اول من امس ولا من حين كلمت عبدك. بل انا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصمّ او بصيرا او اعمى. أما هو انا الرب. فالآن اذهب وانا اكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به. فقال استمع ايها السيد. ارسل بيد من ترسل. فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي اخاك. انا اعلم انه هو يتكلم. وايضا ها هو خارج لاستقبالك. فحينما يراك يفرح بقلبه. فتكلمه وتضع الكلمات في فمه. وانا اكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان. وهو يكلم الشعب عنك. وهو يكون لك فما وانت تكون له الها. وتاخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات
فمضى موسى ورجع الى يثرون حميه وقال له انا اذهب وارجع الى اخوتي الذين في مصر لأرى هل هم بعد احياء. فقال يثرون لموسى اذهب بسلام
وقال الرب لموسى في مديان اذهب ارجع الى مصر. لانه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك. فأخذ موسى امرأته وبنيه واركبهم على الحمير ورجع الى ارض مصر. واخذ موسى عصا الله في يده
وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون. ولكني اشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب. فتقول لفرعون هكذا يقول الرب. اسرائيل ابني البكر. فقلت لك اطلق ابني ليعبدني فأبيت ان تطلقه ها انا اقتل ابنك البكر
وحدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه وطلب ان يقتله. فاخذت صفّورة صوّانة وقطعت غرلة ابنها ومسّت رجليه. فقالت انك عريس دم لي. فانفكّ عنه. حينئذ قالت عريس دم من اجل الختان
وقال الرب لهرون اذهب الى البرية لاستقبال موسى. فذهب والتقاه في جبل الله وقبّله. فاخبر موسى هرون بجميع كلام الرب الذي ارسله وبكل الآيات التي اوصاه بها. ثم مضى موسى وهرون وجمعا جميع شيوخ بني اسرائيل. فتكلم هرون بجميع الكلام الذي كلم الرب موسى به وصنع الآيات امام عيون الشعب. فآمن الشعب. ولما سمعوا ان الرب افتقد بني اسرائيل وانه نظر مذلّتهم خرّوا وسجدوا
وبعد ذلك دخل موسى وهرون وقالا لفرعون هكذا يقول الرب اله اسرائيل اطلق شعبي ليعيّدوا لي في البرية. فقال فرعون من هو الرب حتى اسمع لقوله فأطلق اسرائيل. لا اعرف الرب واسرائيل لا اطلقه. فقالا اله العبرانيين قد التقانا. فنذهب سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا. لئلا يصيبنا بالوبإ او بالسيف. فقال لهما ملك مصر لماذا يا موسى وهرون تبطلان الشعب من اعماله. اذهبا الى اثقالكما. وقال فرعون هوذا الآن شعب الارض كثير وانتما تريحانهم من اثقالهم
فامر فرعون في ذلك اليوم مسخّري الشعب ومدبّريه قائلا لا تعودوا تعطون الشعب تبنا لصنع اللبن كامس واول من امس. ليذهبوا هم ويجمعوا تبنا لانفسهم. ومقدار اللبن الذي كانوا يصنعونه امس واول من امس تجعلون عليهم. لا تنقصوا منه. فانهم متكاسلون لذلك يصرخون قائلين نذهب ونذبح لالهنا. ليثقل العمل على القوم حتى يشتغلوا به ولا يلتفتوا الى كلام الكذب. فخرج مسخّرو الشعب ومدبّروه وكلموا الشعب قائلين هكذا يقول فرعون لست اعطيكم تبنا. اذهبوا انتم وخذوا لانفسكم تبنا من حيث تجدون. انه لا ينقص من عملكم شيء
فتفرّق الشعب في كل ارض مصر ليجمعوا قشا عوضا عن التبن. وكان المسخّرون يعجّلونهم قائلين كمّلوا اعمالكم امر كل يوم بيومه كما كان حينما كان التبن. فضرب مدبرو بني اسرائيل الذين اقامهم عليهم مسخّرو فرعون وقيل لهم لماذا لم تكملوا فريضتكم من صنع اللبن امس واليوم كالامس واول من امس. فأتى مدبرو بنو اسرائيل وصرخوا الى فرعون قائلين لماذا تفعل هكذا بعبيدك. التبن ليس يعطى لعبيدك واللبن يقولون لنا اصنعوه. وهوذا عبيدك مضروبون. وقد اخطأ شعبك. فقال متكاسلون انتم متكاسلون. لذلك تقولون نذهب ونذبح للرب. فالآن اذهبوا اعملوا. وتبن لا يعطى لكم ومقدار اللبن تقدمونه
فرأى مدبّرو بني اسرائيل انفسهم في بليّة اذ قيل لهم لا تنقصوا من لبنكم امر كل يوم بيومه. وصادفوا موسى وهرون واقفين للقائهم حين خرجوا من لدن فرعون. فقالوا لهما ينظر الرب اليكما ويقضي. لانكما انتنتما رائحتنا في عيني فرعون وفي عيون عبيده حتى تعطيا سيفا في ايديهم ليقتلونا. فرجع موسى الى الرب وقال يا سيد لماذا اسأت الى هذا الشعب. لماذا ارسلتني. فانه منذ دخلت الى فرعون لاتكلم باسمك اساء الى هذا الشعب. وانت لم تخلّص شعبك
فقال الرب لموسى الآن تنظر ما انا افعل بفرعون. فانه بيد قوية يطلقهم وبيد قوية يطردهم من ارضه
ثم كلم الله موسى وقال له انا الرب. وانا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الاله القادر على كل شيء. واما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم. وايضا اقمت معهم عهدي ان اعطيهم ارض كنعان ارض غربتهم التي تغربوا فيها. وانا ايضا قد سمعت أنين بني اسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي. لذلك قل لبني اسرائيل انا الرب. وانا اخرجكم من تحت اثقال المصريين وانقذكم من عبوديتهم واخلصكم بذراع ممدودة وباحكام عظيمة. واتخذكم لي شعبا واكون لكم الها. فتعلمون اني انا الرب الهكم الذي يخرجكم من تحت اثقال المصريين. وادخلكم الى الارض التي رفعت يدي ان اعطيها لابراهيم واسحق ويعقوب. واعطيكم اياها ميراثا. انا الرب. فكلم موسى هكذا بني اسرئيل. ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية
ثم كلم الرب موسى قائلا. ادخل قل لفرعون ملك مصر ان يطلق بني اسرائيل من ارضه. فتكلم موسى امام الرب قائلا هوذا بنو اسرائيل لم يسمعوا لي. فكيف يسمعني فرعون وانا اغلف الشفتين. فكلم الرب موسى وهرون واوصى معهما الى بني اسرائيل والى فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من ارض مصر
هؤلاء رؤساء بيوت آبائهم. بنو رأوبين بكر اسرائيل حنوك وفلو وحصرون وكرمي. هذه عشائر رأوبين. وبنو شمعون يموئيل ويامين وأوهد وياكين وصوحر وشأول ابن الكنعانية. هذه عشائر شمعون. وهذه اسماء بني لاوي بحسب مواليدهم. جرشون وقهات ومراري. وكانت سنو حياة لاوي مئة وسبعا وثلاثين سنة. ابنا جرشون لبني وشمعي بحسب عشائرهما. وبنو قهات عمرام ويصهار وحبرون وعزّيئيل. وكانت سنو حياة قهات مئة وثلاثا وثلاثين سنة. وابنا مراري محلي وموشي. هذه عشائر اللاويين بحسب مواليدهم. واخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له. فولدت له هرون وموسى. وكانت سنو حياة عمرام مئة وسبعا وثلاثين سنة. وبنو يصهار قورح ونافج وذكري. وبنو عزّيئيل ميشائيل وألصافان وسنري. واخذ هرون أليشابع بنت عمّيناداب اخت نحشون زوجة له. فولدت له ناداب وابيهو والعازار وإيثامار. وبنو قورح أسّير وألقانة وابيأساف. هذه عشائر القورحيين. والعازار ابن هرون اخذ لنفسه من بنات فوطيئيل زوجة. فولدت له فينحاس. هؤلاء هم رؤساء آباء اللاويين بحسب عشائرهم
هذان هما هرون وموسى اللذان قال الرب لهما أخرجا بني اسرائيل من ارض مصر بحسب اجنادهم. هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من مصر هذان هما موسى وهرون
وكان يوم كلم الرب موسى في ارض مصر ان الرب كلمه قائلا انا الرب. كلم فرعون ملك مصر بكل ما انا اكلمك به. فقال موسى امام الرب ها انا اغلف الشفتين. فكيف يسمع لي فرعون
فقال الرب لموسى انظر. انا جعلتك الها لفرعون. وهرون اخوك يكون نبيّك. انت تتكلم بكل ما آمرك. وهرون اخوك يكلم فرعون ليطلق بني اسرائيل من ارضه. ولكني اقسّي قلب فرعون واكثّر آياتي وعجائبي في ارض مصر. ولا يسمع لكما فرعون حتى اجعل يدي على مصر فاخرج اجنادي شعبي بني اسرائيل من ارض مصر باحكام عظيمة. فيعرف المصريون اني انا الرب حينما امد يدي على مصر واخرج بني اسرائيل من بينهم. ففعل موسى وهرون كما امرهما الرب. هكذا فعلا. وكان موسى ابن ثمانين سنة وهرون ابن ثلاث وثمانين سنة حين كلما فرعون
وكلم الرب موسى وهرون قائلا. اذا كلمكما فرعون قائلا هاتيا عجيبة تقول لهرون خذ عصاك واطرحها امام فرعون فتصير ثعبانا. فدخل موسى وهرون الى فرعون وفعلا هكذا كما امر الرب. طرح هرون عصاه امام فرعون وامام عبيده فصارت ثعبانا. فدعا فرعون ايضا الحكماء والسحرة. ففعل عرّافو مصر ايضا بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم. فاشتدّ قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب
ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ. قد أبى ان يطلق الشعب. اذهب الى فرعون في الصباح. انه يخرج الى الماء. وقف للقائه على حافة النهر. والعصا التي تحولت حية تاخذها في يدك. وتقول له الرب اله العبرانيين ارسلني اليك قائلا اطلق شعبي ليعبدوني في البرية. وهوذا حتى الآن لم تسمع. هكذا يقول الرب بهذا تعرف اني انا الرب. ها انا اضرب بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النهر فيتحول دما. ويموت السمك الذي في النهر وينتن النهر. فيعاف المصريون ان يشربوا ماء من النهر
ثم قال الرب لموسى قل لهرون خذ عصاك ومد يدك على مياه المصريين على انهارهم وعلى سواقيهم وعلى آجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما. فيكون دم في كل ارض مصر في الاخشاب وفي الاحجار. ففعل هكذا موسى وهرون كما امر الرب. رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر امام عيني فرعون وامام عيون عبيده. فتحول كل الماء الذي في النهر دما. ومات السمك الذي في النهر وأنتن النهر. فلم يقدر المصريون ان يشربوا ماء من النهر وكان الدم في كل ارض مصر. وفعل عرّافو مصر كذلك بسحرهم. فاشتدّ قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب
ثم انصرف فرعون ودخل بيته ولم يوجّه قلبه الى هذا ايضا. وحفر جميع المصريين حوالي النهر لاجل ماء ليشربوا. لانهم لم يقدروا ان يشربوا من ماء النهر
ولما كملت سبعة ايام بعدما ضرب الرب النهر قال الرب لموسى ادخل الى فرعون وقل له هكذا يقول الرب اطلق شعبي ليعبدوني. وان كنت تأبى ان تطلقهم فها انا اضرب جميع تخومك بالضفادع. فيفيض النهر ضفادع. فتصعد وتدخل الى بيتك والى مخدع فراشك وعلى سريرك والى بيوت عبيدك وعلى شعبك والى تنانيرك والى معاجنك. عليك وعلى شعبك وعبيدك تصعد الضفادع
فقال الرب لموسى قل لهرون مدّ يدك بعصاك على الانهار والسواقي والآجام واصعد الضفادع على ارض مصر. فمدّ هرون يده على مياه مصر. فصعدت الضفادع وغطت ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم واصعدوا الضفادع على ارض مصر
فدعا فرعون موسى وهرون وقال صليا الى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب. فقال موسى لفرعون عيّن لي متى اصلي لاجلك ولاجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك. ولكنها تبقى في النهر. فقال غدا. فقال كقولك. لكي تعرف ان ليس مثل الرب الهنا. فترتفع الضفادع عنك وعن بيوتك وعبيدك وشعبك. ولكنها تبقى في النهر
ثم خرج موسى وهرون من لدن فرعون وصرخ موسى الى الرب من اجل الضفادع التي جعلها على فرعون. ففعل الرب كقول موسى. فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول. وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الارض. فلما رأى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه ولم يسمع لهما كما تكلم الرب
ثم قال الرب لموسى قل لهرون مدّ عصاك واضرب تراب الارض ليصير بعوضا في جميع ارض مصر. ففعلا كذلك. مدّ هرون يده بعصاه وضرب تراب الارض. فصار البعوض على الناس وعلى البهائم. كل تراب الارض صار بعوضا في جميع ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. وكان البعوض على الناس وعلى البهائم. فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب
ثم قال الرب لموسى بكّر في الصباح وقف امام فرعون. انه يخرج الى الماء. وقل له هكذا يقول الرب اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت لا تطلق شعبي ها انا ارسل عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بيوتك الذبّان. فتمتلئ بيوت المصريين ذبّانا. وايضا الارض التي هم عليها. ولكن أميّز في ذلك اليوم ارض جاسان حيث شعبي مقيم حتى لا يكون هناك ذبّان. لكي تعلم اني انا الرب في الارض. واجعل فرقا بين شعبي وشعبك. غدا تكون هذه الآية. ففعل الرب هكذا. فدخلت ذبان كثيرة الى بيت فرعون وبيوت عبيده وفي كل ارض مصر خربت الارض من الذبّان
فدعا فرعون موسى وهرون وقال اذهبوا اذبحوا لالهكم في هذه الارض. فقال موسى لا يصلح ان نفعل هكذا. لاننا انما نذبح رجس المصريين للرب الهنا. ان ذبحنا رجس المصريين امام عيونهم أفلا يرجموننا. نذهب سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا كما يقول لنا. فقال فرعون انا اطلقكم لتذبحوا للرب الهكم في البرية ولكن لا تذهبوا بعيدا. صلّيا لاجلي. فقال موسى ها انا اخرج من لدنك واصلي الى الرب. فترتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه غدا. ولكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب
فخرج موسى من لدن فرعون وصلى الى الرب. ففعل الرب كقول موسى. فارتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه. لم تبق واحدة. ولكن اغلظ فرعون قلبه هذه المرة ايضا فلم يطلق الشعب
ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون وقل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت تأبى ان تطلقهم وكنت تمسكهم بعد فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم وبأ ثقيلا جدا. ويميّز الرب بين مواشي اسرائيل ومواشي المصريين. فلا يموت من كل ما لبني اسرائيل شيء. وعيّن الرب وقتا قائلا غدا يفعل الرب هذا الامر في الارض. ففعل الرب هذا الامر في الغد. فماتت جميع مواشي المصريين. واما مواشي بني اسرائيل فلم يمت منها واحد. وارسل فرعون واذا مواشي اسرائيل لم يمت منها ولا واحد. ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب
ثم قال الرب لموسى وهرون خذا ملء ايديكما من رماد الأتون. وليذرّه موسى نحو السماء امام عيني فرعون. ليصير غبارا على كل ارض مصر. فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل ارض مصر. فأخذا رماد الأتون ووقفا امام فرعون وذراه موسى نحو السماء. فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم. ولم يستطع العرافون ان يقفوا امام موسى من اجل الدمامل. لان الدمامل كانت في العرافين وفي كل المصريين. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى
ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف امام فرعون وقل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني. لاني هذه المرة ارسل جميع ضرباتي الى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف ان ليس مثلي في كل الارض. فانه الآن لو كنت امد يدي واضربك وشعبك بالوبإ لكنت تباد من الارض. ولكن لاجل هذا اقمتك لكي اريك قوّتي ولكي يخبر باسمي في كل الارض. انت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه. ها انا غدا مثل الآن امطر بردا عظيما جدا لم يكن مثله في مصر منذ يوم تاسيسها الى الآن. فالآن أرسل احم مواشيك وكل ما لك في الحقل. جميع الناس والبهائم الذين يوجدون في الحقل ولا يجمعون الى البيوت ينزل عليهم البرد فيموتون. فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه الى البيوت. واما الذي لم يوجّه قلبه الى كلمة الرب فترك عبيده ومواشيه في الحقل
ثم قال الرب لموسى مدّ يدك نحو السماء ليكون برد في كل ارض مصر على الناس وعلى البهائم وعلى كل عشب الحقل في ارض مصر. فمدّ موسى عصاه نحو السماء. فاعطى الرب رعودا وبردا وجرت نار على الارض وامطر الرب بردا على ارض مصر. فكان برد ونار متواصلة في وسط البرد. شيء عظيم جدا لم يكن مثله في كل ارض مصر منذ صارت امة. فضرب البرد في كل ارض مصر جميع ما في الحقل من الناس والبهائم. وضرب البرد جميع عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل. الا ارض جاسان حيث كان بنو اسرائيل فلم يكن فيها برد
فارسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما اخطأت هذه المرّة. الرب هو البار وانا وشعبي الاشرار. صليّا الى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فاطلقكم ولا تعودوا تلبثون. فقال له موسى عند خروجي من المدينة ابسط يديّ الى الرب فتنقطع الرعود ولا يكون البرد ايضا لكي تعرف ان للرب الارض. واما انت وعبيدك فانا اعلم انكم لم تخشوا بعد من الرب الاله. فالكتان والشعير ضربا. لان الشعير كان مسبلا والكتان مبزرا. واما الحنطة والقطاني فلم تضرب لانها كانت متأخرة
فخرج موسى من المدينة من لدن فرعون وبسط يديه الى الرب. فانقطعت الرعود والبرد ولم ينصبّ المطر على الارض. ولكن فرعون لما رأى ان المطر والبرد والرعود انقطعت عاد يخطئ واغلظ قلبه هو وعبيده. فاشتدّ قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل كما تكلم الرب عن يد موسى
ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون. فاني اغلظت قلبه وقلوب عبيده لكي اصنع آياتي هذه بينهم. ولكي تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلته في مصر وبآياتي التي صنعتها بينهم. فتعلمون اني انا الرب
فدخل موسى وهرون الى فرعون وقالا له هكذا يقول الرب اله العبرانيين الى متى تأبى ان تخضع لي. اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت تأبى ان تطلق شعبي ها انا اجيء غدا بجراد على تخومك. فيغطي وجه الارض حتى لا يستطاع نظر الارض. ويأكل الفضلة السالمة الباقية لكم من البرد. ويأكل جميع الشجر النابت لكم من الحقل. ويملأ بيوتك وبيوت جميع عبيدك وبيوت جميع المصريين. الامر الذي لم يره آباؤك ولا آباء آبائك منذ يوم وجدوا على الارض الى هذا اليوم. ثم تحوّل وخرج من لدن فرعون
فقال عبيد فرعون له الى متى يكون هذا لنا فخّا. اطلق الرجال ليعبدوا الرب الههم. ألم تعلم بعد ان مصر قد خربت. فرد موسى وهرون الى فرعون. فقال لهما اذهبوا اعبدوا الرب الهكم ولكن من ومن هم الذين يذهبون. فقال موسى نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا بغنمنا وبقرنا. لان لنا عيدا للرب. فقال لهما يكون الرب معكم هكذا كما أطلقكم واولادكم. انظروا. ان قدام وجوهكم شرا. ليس هكذا. اذهبوا انتم الرجال واعبدوا الرب. لانكم لهذا طالبون. فطردا من لدن فرعون
ثم قال الرب لموسى مدّ يدك على ارض مصر لاجل الجراد. ليصعد على ارض مصر وياكل كل عشب الارض كل ما تركه البرد. فمدّ موسى عصاه على ارض مصر. فجلب الرب على الارض ريحا شرقية كل ذلك النهار وكل الليل. ولما كان الصباح حملت الريح الشرقية الجراد. فصعد الجراد على كل ارض مصر وحلّ في جميع تخوم مصر. شيء ثقيل جدا لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك. وغطى وجه كل الارض حتى اظلمت الارض. واكل جميع عشب الارض وجميع ثمر الشجر الذي تركه البرد. حتى لم يبق شيء اخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل ارض مصر
فدعا فرعون موسى وهرون مسرعا وقال اخطأت الى الرب الهكما واليكما. والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرّة فقط. وصليّا الى الرب الهكما ليرفع عني هذا الموت فقط. فخرج موسى من لدن فرعون وصلى الى الرب. فرد الرب ريحا غربية شديدة جدا. فحملت الجراد وطرحته الى بحر سوف. لم تبق جرادة واحدة في كل تخوم مصر. ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل
ثم قال الرب لموسى مدّ يدك نحو السماء ليكون ظلام على ارض مصر. حتى يلمس الظلام. فمدّ موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل ارض مصر ثلاثة ايام. لم يبصر احد اخاه ولا قام احد من مكانه ثلاثة ايام. ولكن جميع بني اسرائيل كان لهم نور في مساكنهم
فدعا فرعون موسى وقال اذهبوا اعبدوا الرب. غير ان غنمكم وبقركم تبقى. اولادكم ايضا تذهب معكم. فقال موسى انت تعطي ايضا في ايدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب الهنا. فتذهب مواشينا ايضا معنا. لا يبقى ظلف. لاننا منها نأخذ لعبادة الرب الهنا. ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى نأتي الى هناك. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يشأ ان يطلقهم. وقال له فرعون اذهب عني. احترز. لا تر وجهي ايضا. انك يوم ترى وجهي تموت. فقال موسى نعما قلت. انا لا اعود ارى وجهك ايضا (خروج 2: 1-10: 29
ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة ايضا اجلب على فرعون وعلى مصر. بعد ذلك يطلقكم من هنا. وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام. تكلم في مسامع الشعب ان يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها امتعة فضة وامتعة ذهب. واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين. وايضا الرجل موسى كان عظيما جدا في ارض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب
وقال موسى هكذا يقول الرب اني نحو نصف الليل اخرج في وسط مصر. فيموت كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الجارية التي خلف الرحى وكل بكر بهيمة. ويكون صراخ عظيم في كل ارض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله ايضا. ولكن جميع بني اسرائيل لا يسنن كلب لسانه اليهم لا الى الناس ولا الى البهائم. لكي تعلموا ان الرب يميّز بين المصريين واسرائيل. فينزل اليّ جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لي قائلين اخرج انت وجميع الشعب الذين في اثرك. وبعد ذلك اخرج. ثم خرج من لدن فرعون في حموّ الغضب
وقال الرب لموسى لا يسمع لكما فرعون لكي تكثر عجائبي في ارض مصر. وكان موسى وهرون يفعلان كل هذه العجائب امام فرعون. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل من ارضه
وكلم الرب موسى وهرون في ارض مصر قائلا. هذا الشهر يكون لكم راس الشهور. هو لكم اول شهور السنة. كلّما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت. وان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس. كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة. تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. تأخذونه من الخرفان او من المواعز. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها. ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير. على اعشاب مرّة ياكلونه. لا تأكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار. راسه مع اكارعه وجوفه. ولا تبقوا منه الى الصباح. والباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار. وهكذا تأكلونه احقاؤكم مشدودة واحذيتكم في ارجلكم وعصيّكم في ايديكم. وتاكلونه بعجلة. هو فصح للرب. فاني اجتاز في ارض مصر هذه الليلة واضرب كل بكر في ارض مصر من الناس والبهائم. واصنع احكاما بكل آلهة المصريين. انا الرب. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها. فأرى الدم واعبر عنكم. فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر. ويكون لكم هذا اليوم تذكارا فتعيّدونه عيدا للرب. في اجيالكم تعيّدونه فريضة ابدية
سبعة ايام تأكلون فطيرا. اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل. ويكون لكم في اليوم الاول محفل مقدس وفي اليوم السابع محفل مقدس. لا يعمل فيهما عمل ما الا ما تاكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم. وتحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه اخرجت اجنادكم من ارض مصر. فتحفظون هذا اليوم في اجيالكم فريضة ابدية. في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء. سبعة ايام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل من اكل مختمرا تقطع تلك النفس من جماعة اسرائيل الغريب مع مولود الارض. لا تأكلوا شيئا مختمرا في جميع مساكنكم تأكلون فطيرا
فدعا موسى جميع شيوخ اسرائيل وقال لهم اسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح. وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست. وانتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح. فان الرب يجتاز ليضرب المصريين. فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب. فتحفظون هذا الامر فريضة لك ولاولادك الى الابد. ويكون حين تدخلون الارض التي يعطيكم الرب كما تكلم انكم تحفظون هذه الخدمة. ويكون حين يقول لكم اولادكم ما هذه الخدمة لكم انكم تقولون هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني اسرائيل في مصر لما ضرب المصريين وخلّص بيوتنا. فخرّ الشعب وسجدوا. ومضى بنو اسرائيل وفعلوا كما امر الرب موسى وهرون. هكذا فعلوا
فحدث في نصف الليل ان الرب ضرب كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الاسير الذي في السجن وكل بكر بهيمة. فقام فرعون ليلا هو وكل عبيده وجميع المصريين. وكان صراخ عظيم في مصر. لانه لم يكن بيت ليس فيه ميت. فدعا موسى وهرون ليلا وقال قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا. واذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم. خذوا غنمكم ايضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا. وباركوني ايضا. والحّ المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الارض. لانهم قالوا جميعنا اموات
فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم. وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى. طلبوا من المصريين امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا. واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى اعاروهم. فسلبوا المصريين
فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الى سكوت نحو ست مئة الف ماش من الرجال عدا الاولاد. وصعد معهم لفيف كثير ايضا مع غنم وبقر مواش وافرة جدا. وخبزوا العجين الذي اخرجوه من مصر خبز ملة فطيرا اذ كان لم يختمر. لانهم طردوا من مصر ولم يقدروا ان يتأخروا. فلم يصنعوا لانفسهم زادا
واما اقامة بني اسرائيل التي اقاموها في مصر فكانت اربع مئة وثلاثين سنة. وكان عند نهاية اربع مئة وثلاثين سنة في ذلك اليوم عينه ان جميع اجناد الرب خرجت من ارض مصر. هي ليلة تحفظ للرب لاخراجه اياهم من ارض مصر. هذه الليلة هي للرب. تحفظ من جميع بني اسرائيل في اجيالهم
وقال الرب لموسى وهرون هذه فريضة الفصح. كل ابن غريب لا يأكل منه. ولكن كل عبد رجل مبتاع بفضة تختنه ثم يأكل منه. النزيل والاجير لا ياكلان منه. في بيت واحد يؤكل. لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج. وعظما لا تكسروا منه. كل جماعة اسرائيل يصنعونه. واذا نزل عندك نزيل وصنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر ثم يتقدم ليصنعه. فيكون كمولود الارض. واما كل اغلف فلا ياكل منه. تكون شريعة واحدة لمولود الارض وللنزيل النازل بينكم. ففعل جميع بني اسرائيل كما امر الرب موسى وهرون. هكذا فعلوا
وكان في ذلك اليوم عينه ان الرب اخرج بني اسرائيل من ارض مصر بحسب اجنادهم
وكلم الرب موسى قائلا. قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس ومن البهائم. انه لي. وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية. فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا. ولا يؤكل خمير. اليوم انتم خارجون في شهر ابيب. ويكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين والحثّيين والاموريين والحوّيين واليبوسيين التي حلف لآبائك ان يعطيك ارضا تفيض لبنا وعسلا انك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر. سبعة ايام تأكل فطيرا وفي اليوم السابع عيد للرب. فطيرا يؤكل السبعة الايام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك
وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من اجل ما صنع اليّ الرب حين اخرجني من مصر. ويكون لك علامة على يدك وتذكارا بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك. لانه بيد قوية اخرجك الرب من مصر. فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة الى سنة
ويكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين كما حلف لك ولآبائك واعطاك اياها انك تقدم للرب كل فاتح رحم وكل بكر من نتاج البهائم التي تكون لك. الذكور للرب. ولكن كل بكر حمار تفديه بشاة. وان لم تفده فتكسر عنقه. وكل بكر انسان من اولادك تفديه
ويكون متى سألك ابنك غدا قائلا ما هذا تقول له بيد قوية اخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية. وكان لما تقسى فرعون عن اطلاقنا ان الرب قتل كل بكر في ارض مصر من بكر الناس الى بكر البهائم. لذلك انا اذبح للرب الذكور من كل فاتح رحم وافدي كل بكر من اولادي. فيكون علامة على يدك وعصابة بين عينيك. لانه بيد قوية اخرجنا الرب من مصر
وكان لما اطلق فرعون الشعب ان الله لم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين مع انها قريبة. لان الله قال لئلا يندم الشعب اذا رأوا حربا ويرجعوا الى مصر. فادار الله الشعب في طريق برية بحر سوف. وصعد بنو اسرائيل متجهزين من ارض مصر. واخذ موسى عظام يوسف معه. لانه كان قد استحلف بني اسرائيل بحلف قائلا ان الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا معكم
وارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية. وكان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارا وليلا. لم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من امام الشعب
وكلم الرب موسى قائلا. كلم بني اسرائيل ان يرجعوا وينزلوا امام فم الحيروث بين مجدل والبحر امام بعل صفون. مقابله تنزلون عند البحر. فيقول فرعون عن بني اسرائيل هم مرتبكون في الارض. قد استغلق عليهم القفر. واشدّد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم. فاتمجد بفرعون وبجميع جيشه. ويعرف المصريون اني انا الرب. ففعلوا هكذا
فلما أخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغيّر قلب فرعون وعبيده على الشعب. فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا. فشدّ مركبته واخذ قومه معه. واخذ ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنودا مركبيّة على جميعها. وشدّد الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني اسرائيل وبنو اسرائيل خارجون بيد رفيعة. فسعى المصريون وراءهم وادركوهم. جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه وهم نازلون عند البحر عند فم الحيروث امام بعل صفون
فلما اقترب فرعون رفع بنو اسرائيل عيونهم واذ المصريون راحلون وراءهم. ففزعوا جدا وصرخ بنو اسرائيل الى الرب. وقالوا لموسى هل لانه ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية. ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر. أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين. لانه خير لنا ان نخدم المصريين من ان نموت في البرية. فقال موسى للشعب لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فانه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم ايضا الى الابد. الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون
فقال الرب لموسى مالك تصرخ اليّ. قل لبني اسرائيل ان يرحلوا. وارفع انت عصاك ومدّ يدك على البحر وشقّه. فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة. وها انا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم. فاتمجد بفرعون وكل جيشه بمركباته وفرسانه. فيعرف المصريون اني انا الرب حين اتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه. فانتقل ملاك الله السائر امام عسكر اسرائيل وسار وراءهم. وانتقل عمود السحاب من امامهم ووقف وراءهم. فدخل بين عسكر المصريين وعسكر اسرائيل وصار السحاب والظلام واضاء الليل. فلم يقترب هذا الى ذاك كل الليل
ومدّ موسى يده على البحر. فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشقّ الماء. فدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم. جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه الى وسط البحر. وكان في هزيع الصبح ان الرب اشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين. وخلع بكر مركباتهم حتى ساقوها بثقلة. فقال المصريون نهرب من اسرائيل. لان الرب يقاتل المصريين عنهم
فقال الرب لموسى مدّ يدك على البحر ليرجع الماء على المصريين على مركباتهم وفرسانهم. فمدّ موسى يده على البحر فرجع البحر عند اقبال الصبح الى حاله الدائمة والمصريون هاربون الى لقائه. فدفع الرب المصريين في وسط البحر. فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم في البحر. لم يبق منهم ولا واحد. واما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم
فخلّص الرب في ذلك اليوم اسرائيل من يد المصريين. ونظر اسرائيل المصريين امواتا على شاطئ البحر. ورأى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين. فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى
حينئذ رنم موسى وبنو اسرائيل هذه التسبيحة للرب وقالوا. ارنم للرب فانه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوّتي ونشيدي. وقد صار خلاصي. هذا الهي فامجّده. اله ابي فارفعه. الرب رجل الحرب. الرب اسمه. مركبات فرعون وجيشه القاهما في البحر. فغرق افضل جنوده المركبيّة في بحر سوف. تغطيهم اللجج. قد هبطوا في الاعماق كحجر. يمينك يا رب معتزّة بالقدرة. يمينك يا رب تحطم العدو. وبكثرة عظمتك تهدم مقاوميك. ترسل سخطك فياكلهم كالقش. وبريح انفك تراكمت المياه. انتصبت المجاري كرابية. تجمّدت اللجج في قلب البحر. قال العدو اتبع ادرك اقسم غنيمة. تمتلئ منهم نفسي. اجردّ سيفي. تفنيهم يدي. نفخت بريحك فغطاهم البحر. غاصوا كالرصاص في مياه غامرة. من مثلك بين الآلهة يا رب. من مثلك معتزّا في القداسة. مخوفا بالتسابيح. صانعا عجائب. تمد يمينك فتبتلعهم الارض. ترشد برأفتك الشعب الذي فديته تهديه بقوتك الى مسكن قدسك. يسمع الشعوب فيرتعدون. تاخذ الرعدة سكان فلسطين. حينئذ يندهش امراء ادوم. اقوياء موآب تأخذهم الرجفة. يذوب جميع سكان كنعان. تقع عليهم الهيبة والرّعب. بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر. حتى يعبر شعبك يا رب. حتى يعبر الشعب الذي اقتنيته. تجيء بهم وتغرسهم في جبل ميراثك المكان الذي صنعته يا رب لسكنك. المقدس الذي هيّأته يداك يا رب. الرب يملك الى الدهر والابد. فان خيل فرعون دخلت بمركباته وفرسانه الى البحر. وردّ الرب عليهم ماء البحر. واما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر
فاخذت مريم النبية اخت هرون الدف بيدها. وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص. واجابتهم مريم رنموا للرب فانه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر
ثم ارتحل موسى باسرائيل من بحر سوف وخرجوا الى برية شور. فساروا ثلاثة ايام في البرية ولم يجدوا ماء. فجاءوا الى مارّة. ولم يقدروا ان يشربوا ماء من مارّة لانه مرّ. لذلك دعي اسمها مارّة. فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب. فصرخ الى الرب. فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا. هناك وضع له فريضة وحكما وهناك امتحنه. فقال ان كنت تسمع لصوت الرب الهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي الى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك. فاني انا الرب شافيك
ثم جاءوا الى ايليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة. فنزلوا هناك عند الماء
ثم ارتحلوا من ايليم واتى كل جماعة بني اسرائيل الى برية سين التي بين ايليم وسيناء في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من ارض مصر. فتذمر كل جماعة بني اسرائيل على موسى وهرون في البرية. وقال لهما بنو اسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع. فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع
فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها. لكي امتحنهم أيسلكون في ناموسي ام لا. ويكون في اليوم السادس انهم يهيئون ما يجيئون به فيكون ضعف ما يلتقطونه يوما فيوما. فقال موسى وهرون لجميع بني اسرائيل في المساء تعلمون ان الرب اخرجكم من ارض مصر. وفي الصباح ترون مجد الرب لاستماعه تذمّركم على الرب. واما نحن فماذا حتى تتذمروا علينا. وقال موسى. ذلك بان الرب يعطيكم في المساء لحما لتاكلوا وفي الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب تذمّركم الذي تتذمرون عليه. واما نحن فماذا. ليس علينا تذمّركم بل على الرب. وقال موسى لهرون قل لكل جماعة بني اسرائيل اقتربوا الى امام الرب لانه قد سمع تذمّركم. فحدث اذ كان هرون يكلم كل جماعة بني اسرائيل انهم التفتوا نحو البرية. واذا مجد الرب قد ظهر في السحاب. فكلم الرب موسى قائلا. سمعت تذمر بني اسرائيل. كلمهم قائلا في العشية تاكلون لحما وفي الصباح تشبعون خبزا. وتعلمون اني انا الرب الهكم
فكان في المساء ان السلوى صعدت وغطت المحلّة. وفي الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلّة. ولما ارتفع سقيط الندى اذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور. دقيق كالجليد على الارض. فلما رأى بنو اسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو. لانهم لم يعرفوا ما هو. فقال لهم موسى هو الخبز الذي اعطاكم الرب لتاكلوا. هذا هو الشيء الذي امر به الرب التقطوا منه كل واحد على حسب اكله عمرا للراس على عدد نفوسكم تاخذون كل واحد للذين في خيمته
ففعل بنو اسرائيل هكذا والتقطوا بين مكثّر ومقلّل. ولما كالوا بالعمر لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص. كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب اكله. وقال لهم موسى لا يبقي احد منه الى الصباح. لكنهم لم يسمعوا لموسى بل ابقى منه اناس الى الصباح. فتولّد فيه دود وانتن. فسخط عليهم موسى. وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله. واذا حميت الشمس كان يذوب
ثم كان في اليوم السادس انهم التقطوا خبزا مضاعفا عمرين للواحد. فجاء كل رؤساء الجماعة واخبروا موسى. فقال لهم هذا ما قال الرب غدا عطلة سبت مقدس للرب. اخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون. وكل ما فضل ضعوه عندكم ليحفظ الى الغد. فوضعوه الى الغد كما امر موسى. فلم ينتن ولا صار فيه دود. فقال موسى كلوه اليوم لان للرب اليوم سبتا. اليوم لا تجدونه في الحقل. ستة ايام تلتقطونه. واما اليوم السابع ففيه سبت. لا يوجد فيه
وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا. فقال الرب لموسى الى متى تأبون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب في اليوم السابع. ودعا بيت اسرائيل اسمه منّا. وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل
وقال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب. ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم. لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر. وقال موسى لهرون خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منّا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم. كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ. واكل بنو اسرائيل المنّ اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة. اكلوا المنّ حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان. واما العمر فهو عشر الإيفة
ثم ارتحل كل جماعة بني اسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم على موجب امر الرب ونزلوا في رفيديم. ولم يكن ماء ليشرب الشعب. فخاصم الشعب موسى وقالوا اعطونا ماء لنشرب. فقال لهم موسى لماذا تخاصمونني. لماذا تجربون الرب. وعطش هناك الشعب الى الماء. وتذمّر الشعب على موسى وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش. فصرخ موسى الى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب. بعد قليل يرجمونني. فقال الرب لموسى مرّ قدّام الشعب وخذ معك من شيوخ اسرائيل. وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك واذهب. ها انا اقف امامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب. ففعل موسى هكذا امام عيون شيوخ اسرائيل. ودعا اسم الموضع مسّة ومريبة من اجل مخاصمة بني اسرائيل ومن اجل تجربتهم للرب قائلين أفي وسطنا الرب ام لا
وأتى عماليق وحارب اسرائيل في رفيديم. فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالا واخرج حارب عماليق. وغدا اقف انا على راس التلّة وعصا الله في يدي. ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق. واما موسى وهرون وحور فصعدوا على راس التلّة. وكان اذا رفع موسى يده ان اسرائيل يغلب واذا خفض يده ان عماليق يغلب. فلما صارت يدا موسى ثقيلتين اخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه. ودعم هرون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين الى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف
فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع. فاني سوف امحو ذكر عماليق من تحت السماء. فبنى موسى مذبحا ودعا اسمه يهوه نسّي. وقال ان اليد على كرسي الرب. للرب حرب مع عماليق من دور الى دور
فسمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله الى موسى والى اسرائيل شعبه. ان الرب اخرج اسرائيل من مصر. فأخذ يثرون حمو موسى صفّورة امرأة موسى بعد صرفها وابنيها اللذين اسم احدهما جرشوم لانه قال كنت نزيلا في ارض غريبة واسم الآخر أليعازر لانه قال اله ابي كان عوني وانقذني من سيف فرعون. وأتى يثرون حمو موسى وابناه وامرأته الى موسى الى البرية حيث كان نازلا عند جبل الله. فقال لموسى انا حموك يثرون آت اليك وامرأتك وابناها معها. فخرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبّله. وسأل كل واحد صاحبه عن سلامته. ثم دخلا الى الخيمة
فقصّ موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين من اجل اسرائيل وكل المشقة التي اصابتهم في الطريق فخلصهم الرب. ففرح يثرون بجميع الخير الذي صنعه الى اسرائيل الرب الذي انقذه من ايدي المصريين. وقال يثرون مبارك الرب الذي انقذكم من ايدي المصريين ومن يد فرعون. الذي انقذ الشعب من تحت ايدي المصريين. الآن علمت ان الرب اعظم من جميع الآلهة لانه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم. فأخذ يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله. وجاء هرون وجميع شيوخ اسرائيل ليأكلوا طعاما مع حمي موسى امام الله
وحدث في الغد ان موسى جلس ليقضي للشعب. فوقف الشعب عند موسى من الصباح الى المساء. فلما رأى حمو موسى كل ما هو صانع للشعب قال ما هذا الامر الذي انت صانع للشعب. ما بالك جالسا وحدك وجميع الشعب واقف عندك من الصباح الى المساء. فقال موسى لحميه ان الشعب يأتي اليّ ليسأل الله. اذا كان لهم دعوى ياتون اليّ فاقضي بين الرجل وصاحبه واعرّفهم فرائض الله وشرائعه
فقال حمو موسى له ليس جيدا الامر الذي انت صانع. انك تكلّ انت وهذا الشعب الذي معك جميعا. لان الامر اعظم منك. لا تستطيع ان تصنعه وحدك. الآن اسمع لصوتي فانصحك. فليكن الله معك. كن انت للشعب امام الله. وقدم انت الدعاوي الى الله. وعلّمهم الفرائض والشرائع وعرّفهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه. وانت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله امناء مبغضين الرشوة وتقيمهم عليهم رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات فيقضون للشعب كل حين. ويكون ان كل الدعاوي الكبيرة يجيئون بها اليك وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها. وخفف عن نفسك فهم يحملون معك. ان فعلت هذا الامر واوصاك الله تستطيع القيام. وكل هذا الشعب ايضا يأتي الى مكانه بالسلام
فسمع موسى لصوت حميه وفعل كل ما قال. واختار موسى ذوي قدرة من جميع اسرائيل وجعلهم رؤوسا على الشعب رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات. فكانوا يقضون للشعب كل حين. الدعاوي العسرة يجيئون بها الى موسى وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها. ثم صرف موسى حماه فمضى الى ارضه
في الشهر الثالث بعد خروج بني اسرائيل من ارض مصر في ذلك اليوم جاءوا الى برية سيناء. ارتحلوا من رفيديم وجاءوا الى برية سيناء فنزلوا في البرية. هناك نزل اسرائيل مقابل الجبل
واما موسى فصعد الى الله. فناداه الرب من الجبل قائلا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني اسرائيل. انتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وانا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم اليّ. فالآن ان سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فان لي كل الارض. وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة. هذه هي الكلمات التي تكلّم بها بني اسرائيل
فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب ووضع قدامهم كل هذه الكلمات التي اوصاه بها الرب. فاجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل. فرد موسى كلام الشعب الى الرب. فقال الرب لموسى ها انا آت اليك في ظلام السحاب لكي يسمع الشعب حينما اتكلم معك فيؤمنوا بك ايضا الى الابد. واخبر موسى الرب بكلام الشعب. فقال الرب لموسى اذهب الى الشعب وقدسهم اليوم وغدا. وليغسلوا ثيابهم. ويكونوا مستعدين لليوم الثالث. لانه في اليوم الثالث ينزل الرب امام عيون جميع الشعب على جبل سيناء. وتقيم للشعب حدودا من كل ناحية قائلا احترزوا من ان تصعدوا الى الجبل او تمسوا طرفه. كل من يمسّ الجبل يقتل قتلا. لا تمسه يد بل يرجم رجما او يرمى رميا. بهيمة كان ام انسانا لا يعيش. اما عند صوت البوق فهم يصعدون الى الجبل
فانحدر موسى من الجبل الى الشعب وقدّس الشعب وغسلوا ثيابهم. وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث. لا تقربوا امرأة. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا. فارتعد كل الشعب الذي في المحلّة. واخرج موسى الشعب من المحلّة لملاقاة الله. فوقفوا في اسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا. فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت
ونزل الرب على جبل سيناء الى راس الجبل. ودعا الله موسى الى راس الجبل. فصعد موسى. فقال الرب لموسى انحدر حذّر الشعب لئلا يقتحموا الى الرب لينظروا فيسقط منهم كثيرون. وليتقدس ايضا الكهنة الذين يقتربون الى الرب لئلا يبطش بهم الرب. فقال موسى للرب لا يقدر الشعب ان يصعد الى جبل سيناء. لانك انت حذرتنا قائلا أقم حدودا للجبل وقدسه. فقال له الرب اذهب انحدر ثم اصعد انت وهرون معك. واما الكهنة والشعب فلا يقتحموا ليصعدوا الى الرب لئلا يبطش بهم. فانحدر موسى الى الشعب وقال لهم
ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلا. انا الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة اخرى امامي. لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الارض. لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ. لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. واصنع احسانا الى الوف من محبيّ وحافظي وصاياي. لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا. اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة ايام تعمل وتصنع جميع عملك. واما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك. لا تصنع عملا ما انت وابنك وابنتك وعبدك وامتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل ابوابك. لان في ستة ايام صنع الرب السماء والارض والبحر وكل ما فيها. واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدّسه. اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك. لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور. لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك
وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلم انت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت. فقال موسى للشعب لا تخافوا. لان الله انما جاء لكي يمتحنكم ولكي تكون مخافته امام وجوهكم حتى لا تخطئوا. فوقف الشعب من بعيد واما موسى فاقترب الى الضباب حيث كان الله
فقال الرب لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل. انتم رأيتم انني من السماء تكلمت معكم. لا تصنعوا معي آلهة فضة ولا تصنعوا لكم آلهة ذهب. مذبحا من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقاتك وذبائح سلامتك غنمك وبقرك. في كل الاماكن التي فيها اصنع لاسمي ذكرا آتي اليك واباركك. وان صنعت لي مذبحا من حجارة فلا تبنه منها منحوتة. اذا رفعت عليها ازميلك تدنّسها. ولا تصعد بدرج الى مذبحي لكيلا تنكشف عورتك عليه
خروج 11: 1-20: 26
المواضع التي ذُكر فيها موسى في الكتاب المقدس العهد الجديد
متى 8: 4 فقال له يسوع انظر ان لا تقول لأحد. بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم
متى 17: 3 واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه
متى 19: 7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلّق
متى 19: 8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلّقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا
متى 22: 24 قائلين يا معلّم قال موسى ان مات احد وليس له اولاد يتزوج اخوه بامرأته ويقم نسلا لاخيه
متى 23: 2 قائلا. على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون
مرقس 1: 44 وقال له انظر لا تقل لاحد شيئا بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدّم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم
مرقس 7: 10 لان موسى قال اكرم اباك وامك. ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا
مرقس 9: 4 وظهر لهم ايليا مع موسى. وكانا يتكلمان مع يسوع
مرقس 10: 3 فاجاب وقال لهم بماذا اوصاكم موسى
مرقس 10: 4 فقالوا موسى أذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلّق
مرقس 12: 19 يا معلّم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ وترك امرأة ولم يخلّف اولادا ان ياخذ اخوه امرأته ويقيم نسلا لاخيه
مرقس 12: 26 واما من جهة الاموات انهم يقومون أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العلّيقة كيف كلمه الله قائلا انا اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب
لوقا 2: 22 ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب
لوقا 5: 14 فاوصاه ان لا يقول لاحد بل امض وأر نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك كما أمر موسى شهادة لهم
لوقا 9: 30 واذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليا
لوقا 16: 29 قال له ابراهيم عندهم موسى والانبياء. ليسمعوا منهم
لوقا 16: 31 فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون
لوقا 20: 28 قائلين يا معلّم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ اخوه المرأة ويقيم نسلا لاخيه
لوقا 20: 37 واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول. الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب
لوقا 24: 27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب
لوقا 24: 44 وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير
يوحنا 1: 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من .الناصرة
يوحنا 3: 14 وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان
يوحنا 5: 45 لا تظنوا اني اشكوكم الى الآب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم
يوحنا 5: 46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني
يوحنا 6: 32 فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء
يوحنا 7: 19 أليس موسى قد اعطاكم الناموس وليس احد منكم يعمل الناموس. لماذا تطلبون ان تقتلوني
يوحنا 7: 22 لهذا اعطاكم موسى الختان. ليس انه من موسى بل من الآباء. ففي السبت تختنون الانسان
يوحنا 7: 23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت لئلا ينقض ناموس موسى أفتسخطون عليّ لاني شفيت انسانا كله في السبت
يوحنا 9: 28 فشتموه وقالوا انت تلميذ ذاك. واما نحن فاننا تلاميذ موسى
يوحنا 9: 29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله. واما هذا فما نعلم من اين هو
اعمال 3: 22 فان موسى قال للآباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به
اعمال 6: 11 حينئذ دسوا لرجال يقولون اننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى وعلى الله
اعمال 6: 14 لاننا سمعناه يقول ان يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغيّر العوائد التي سلمنا اياها موسى
اعمال 7: 20 وفي ذلك الوقت ولد موسى وكان جميلا جدا. فربي هذا ثلاثة اشهر في بيت ابيه
اعمال 7: 22 فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الاقوال والاعمال
اعمال 7: 29 فهرب موسى بسبب هذه الكلمة وصار غريبا في ارض مديان حيث ولد ابنين
اعمال 7: 31 فلما رأى موسى ذلك تعجب من المنظر. وفيما هو يتقدم ليتطلع صار اليه صوت الرب
اعمال 7: 32 انا اله آبائك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. فارتعد موسى ولم يجسر ان يتطلع
اعمال 7: 35 هذا موسى الذي انكروه قائلين من اقامك رئيسا وقاضيا هذا ارسله الله رئيسا وفاديا بيد الملاك الذي ظهر له في العليقة
اعمال 7: 37 هذا هو موسى الذي قال لبني اسرائيل نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون
اعمال 7: 40 قائلين لهرون اعمل لنا آلهة تتقدم امامنا. لان هذا موسى الذي اخرجنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه
اعمال 7: 44 واما خيمة الشهادة فكانت مع آبائنا في البرية كما امر الذي كلم موسى ان يعملها على المثال الذي كان قد رآه
اعمال 13: 39 بهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى
اعمال 15: 1 وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا
اعمال 15: 5 ولكن قام اناس من الذين كانوا قد آمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا انه ينبغي ان يختنوا ويوصوا بان يحفظوا ناموس موسى
اعمال 15: 21 لان موسى منذ اجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به اذ يقرأ في المجامع كل سبت
اعمال 21: 21 وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد
اعمال 28: 23 فعيّنوا له يوما فجاء اليه كثيرون الى المنزل فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله ومقنعا اياهم من ناموس موسى والانبياء بامر يسوع من الصباح الى المساء
رومية 5: 14 لكن قد ملك الموت من آدم الى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي
رومية 10: 5 لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها
رومية 10: 19 لكني اقول ألعل اسرائيل لم يعلم. اولا موسى يقول انا أغيركم بما ليس امة. بامة غبية اغيظكم
1 كورنثوس 9: 9 فانه مكتوب في ناموس موسى لا تكم ثورا دارسا. ألعل الله تهمه الثيران
2 كورنثوس 3: 7 ثم ان كانت خدمة الموت المنقوشة باحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو اسرائيل ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل
2 كورنثوس 3: 13 وليس كما كان موسى يضع برقعا على وجهه لكي لا ينظر بنو اسرائيل الى نهاية الزائل
2 كورنثوس 3: 15 لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى البرقع موضوع على قلبهم
2 تيموثاوس 3:8 وكما قاوم ينّيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم ومن جهة الايمان مرفوضون
عبرانيين 3: 2 حال كونه امينا للذي اقامه كما كان موسى ايضا في كل بيته
عبرانيين 3: 3 فان هذا قد حسب اهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة اكثر من البيت
عبرانيين 3: 16 فمن هم الذين اذ سمعوا اسخطوا. أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى
عبرانيين 7: 14 فانه واضح ان ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت
عبرانيين 8: 5 الذين يخدمون شبه السماويات وظلها كما اوحي الى موسى وهو مزمع ان يصنع المسكن. لانه قال انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل
عبرانيين 9: 19 لان موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس اخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصوفا قرمزيا وزوفا ورشّ الكتاب نفسه وجميع الشعب
عبرانيين 10: 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رأفة
عبرانيين 11: 23 بالايمان موسى بعد ما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رأيا الصبي جميلا ولم يخشيا امر الملك
عبرانيين 11: 24 بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون
عبرانيين 12: 21 وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى انا مرتعب ومرتعد
يهوذا 1: 9 واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب
رؤيا 15: 3 وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين
=========================
=========================
قصة موسى عليه السلام

قال الله تعالى: { طسم، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.
 وملخص القصة : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً }
أي تجبّر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الله ، وجعل أهلها شيعا ، أي قسم رعيته إلى أقسام وفَرِقٍ وأنواع ، يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله، وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض. وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ}.
وكان الدافع له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولن يغني حذر من قدر.
وعن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميعَ القبط ولم تضر بني إسرائيل. فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك؟ فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النساء.

ولهذا قال الله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}

والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز أن لا يوجد موسى، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته.
و لكن الله تعالى أراد أن يقول لفرعون :  يا أيها الملك الجبار المغرور بكثرة جنوده أن هذا المولود الذي تحترز منه، وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك، وعلى فراشك ولا يغذى إلا بطعامك وشرابك في منزلك، وأنت الذي تتبناه ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه، لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السماوات والأرض هو الفعال لما .

وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن أعوان فرعون شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيليعملون من اعمال الخدمة.
فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً، وأن يتركوا عاما، فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء، وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم، فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما حبلت، ولم يكن يظهر عليها مظهر الحبل. فلما وضعت ألهمت أن تتخذ له تابوتاً ربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها به.‏

قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ، وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.

فأرسلته ذات يوم ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرون على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية بنت مزاحم
فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية ، فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً جداً.
فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودافعت عنه
{وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ}
فقال لها فرعون: أما لك فنعم وأما لي فلا، أي لا حاجة لي به.
وقد أنالها الله ما رَجَتْ من النفع. أما في الدنيا فهداها الله به، وأما في الآخرة فأسكنها جنته .

رد موسى الى امه

قال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.
قال ابن عباس اصبح فؤاد أم موسى فارغاً من كل شيء من أمور الدنيا، إلا من موسى حتى كادت أن تظهر أمره وتسأل عنه جهرة لولا أن  صبرها وثبتها الله تعالى , و قالت لأخته وهي ابنتها الكبيرة اتبعي أثره واطلبي لي خبره
وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة، فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً، فحاروا في أمره واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل. كما قال تعالى {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته، فبينما هم وقوف به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.
فلما قالت ذلك قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في سرور الملك، ورجاء منفعته.
فذهبوا معها إلى منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديها، وأخذ يمتصه ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك، فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها، وان تحسن إليها فأبت عليها، وقالت إن لي بعلاً وأولاداً، ولست أقدر على هذا، إلا أن ترسليه معي، فأرسلته معها وجعلت لها راتب، وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات، فرجعت به، وقد جمع الله شمله بشملها.‏
{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}

سبب خروجه موسى من مصر

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ، قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}.

دخل موسى المدينة فوجد فيها رجلان يتضاربان ويتهاوشان أحدهما من شيعنه أي إسرائيلي و الآخر من عدوه أي قبطي.
{فَإسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}
وذلك لأن موسى عليه السلام كانت له بديار مصر صولة بسبب نسبته إلى تبني فرعون له وتربيته في بيته وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة وارتفعت رؤوسهم بسبب أنهم أرضعوه وهم أخواله أي من الرضاعة فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى {فَوَكَزَهُ}. أي طعنة بجمع كفه. وقيل :  بعصا كانت معه{فَقَضَى عَلَيْهِ} أي فمات منها.
ولم يرد موسى قتله بالكلية وإنما أزاد زجره وردعه

{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ، فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ، وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ، فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً - أي من فرعون وملئه - أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره إنما قتله موسى في نصرة رجل من بني إسرائيل فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ويترتب على ذلك أمر عظيم.
فصار يسير في المدينة في صبيحة ذلك اليوم {خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} أي يلتفت فبينما هو كذلك إذا ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قاتله، فعنّفه موسى ولامه على كثرة شره ومخاصمته، قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}.
ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي فيردعه عنه ويخلصه منه فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي {قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ}.
قال بعضهم إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما كان صنع موسى بالأمس
ولما بلغ  فرعون أن موسى هو قاتل ذلك المقتول بالأمس أرسل في طلبه وسبقهم رجل ناصح من طريق أقرب {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ قال يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ}

توجه موسى الى مدين

{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ، وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.

يخبر تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب أي يتلفت خشية أن يدركه أحد من قوم فرعون وهو لا يدري أين يتوجه، ولا إلى أين يذهب، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها.‏ حتى وصل مدين وكانت بئراً يستقون منها. فوجد الرعاء يسقون منها و وجد أمرأتين أي تكفكفان عنهما غنمهما أن تختلط بغنم الناس.
فسألهما عن حالهما قالتا : لا نقدر على ورود الماء إلا بعد صدور الرعاء لضعفنا وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره قال الله تعالى {فَسَقَى لَهُمَا}.
قال المفسرون: أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة فتجئ هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس، فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده. ثم استقى لهما وسقى غنمهما ثم رد الحجر. كما كان. قال أمير المؤمنين عمر وكان لا يرفعه إلا عشرة وإنما استقى ذنوباً واحدا فكفاهما.
ثم تولى إلى الظل. قالوا: وكان ظل شجرة من السمر. أنه رآها خضراء ترف {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
فسمعته المرأتان فيما قيل فذهبتا إلى أبيهما فيقال إنه استنكر سرعة رجوعهما؛ فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام، فأمر إحداهما أن تذهب إليه فتدعوه

{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ، قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.

فلما جاءه موسى أضافه واكرم مثواه وقص عليه ما كان أمره بشره بأنه قد نجا، فعند ذلك قالت إحدى البنتين لأبيها {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} أي لرعي غنمك، ثم مدحته بأنه قوي أمين.
قال عمر وابن عباس : لما قالت ذلك قال لها أبوها وما علمك بهذا؟ فقالت إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة. وأنه لما جئت معه تقدمت أمامه فقال كوني من ورائي فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق.

عن عتبة بن النُدْر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وطعام بطنه". فلما وفى الأجل، قيل: يا رسول الله أي الأجلين؟ قال: "أبرهما وأوفاهما".

قال الله تعالى {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ، فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ، اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}.

فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم، وغنم قد استفادها مدة مقامه.
و كان ذلك في ليلة مظلمة باردة وتاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلى السلوك في الدرب المألوف، واشتد الظلام والبرد.
فبينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد ناراً تأجّج في جانب الطّور - فـ {قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً}، وكأنه والله أعلم رآها دونهم، لأنّ هذه النار هي نور في الحقيقة، ولا يصلح رؤيتها لكل أحد {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} أي لعلي أستعلم من عندها عن الطريق {أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} فدل على أنهم كانوا قد تاهوا عن الطريق في ليلة باردة ومظلمة

قال غير واحد من المفسرين لما قصد موسى إلى تلك النار التي رآها فانتهى إليها وجدها تأجج في شجرة خضراء من العوسج، وكل ما لتلك النار في اضطرام وكل ما لخضرة تلك الشجرة في ازدياد، فوقف متعجباً، وكانت تلك الشجرة في لحف جبل غربي منه عن يمينه، كما قال تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ} وكان موسى في واد اسمه "طوى" فكان موسى مستقبل القبلة، وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى}فأمر أولاً بخلع نعليه تعظيماً وتكريماً وتوقيراً لتلك البقعة المباركة ولاسيما في تلك الليلة المباركة.

ثم خاطبه تعالى كما يشاء قائلاً له: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أي أنا رب العالمين الذي لا إله إلا هو الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له.

ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما الدار الباقية يوم القيامة التي لابد من كونها ووجودها {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} أي من خير وشر. وحضه وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه واتبع هواه.

ثم قال له مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، والذي يقول للشيء كن فيكون. {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} أي أما هذه عصاك التي تعرفها منذ صحبتها؟
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}
{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى، فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}.
 فإذا هى قد صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة وأنياب تصك وهي مع ذلك في سرعة حركة فجمعت الضخامة والسّرعة الشديدة، فلمّا رأها موسى عليه السلام {وَلَّى مُدْبِراً} أي هارباً منها لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك {وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي ولم يتلفت، فناداه ربه قائلاً له: {يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ}.
فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها. {قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى{

ثم أمره تعالى بإدخال يده في جيبه. ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير سوء، أي من غير برصٍ ولا بَهَق. ولهذا قال: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِم}

ارسال موسى الى فرعون

أمر الله سبحانه و تعالى موسى عليه السلام بالذّهاب إلى فرعون فشكا إلى الله تعالى ما يتخوف من آل فرعون في القتيل الذى قتله وعقدة لسانه؛ فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام، قيل إنه أصابه في لسانه لثغة بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه والتي كان فرعون أراد اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير، فهمَّ بقتله فخافت عليه آسية، وقالت: إنه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه، فهمَّ بأخذ التمرة فصرف الملك يده إلى الجمرة فأخذها فوضعها على لسانه فأصابه لثغة بسببها، فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله، ولم يسأل زوالها بالكلية.
وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون؛ يكون له ردءاً، يتكلم عنه الكثير مما لا يفصح به لسانه، فآتاه الله عز وجل سؤله، وحل عقدة من لسانه، وأوحى الله إلى هارون فأمره أن يلقاه.
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي، وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي}

{وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً، قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}.


فلما ذهبا الى فرعون  وبلّغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وأن يفكَّ أسارى بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤا ويتفرّغون لتوحيده ودعائه والتضرّع لديه.
فتكبَّر فرعون في نفسه وعتا وطغى ونظر إلى موسى بعين الازدراء والتنقص قائلاً له: { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر؟
{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ} أي وقتلت الرجل القبطيّ وفررت منا وجحدت نعمتنا.
فقال موسى {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ} أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي
{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ} ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والاحسانإليه {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسرائِيلَ} أي وهذه النعمة التي ذكرت من أنك أحسنت إلي وأنا رجل واحد من بني إسرائيل تقابل ما استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله واستعبدتهم في أعمالك وخدمتك وأشغالك.

{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ، قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ، قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ، قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ، قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.

فلما جحد فرعون وجود الله تعالى و صنعه و خلقه و زعم انه هو الرب و الاله
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.
و استمرّ على طغيانه وعناده وكفرانه فلما قامت الحجج على فرعون وانقطعت شبهته ولم يبق له قول سوى العناد عدل إلى استعمال سلطانه وجاهه وسطوته: {قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَ غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ، قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ، وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.

وهكذا لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها أخرجها وهي كفلقة القمر تتلألأ نوراً تبهر الأبصار فإذا أعادها إلى جيبه رجعت إلى صفتها الأولى.
ومع هذا كله لم ينتفع فرعون - لعنه الله - بشيء من ذلك بل استمر على ما هو عليه، وأظهر أن هذا كله سحر، وأراد معارضته بالسحرة فأرسل يجمعهم من سائر مملكته

فرعون يجمع السحرة

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى، قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى، فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوًى، قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}.
يخبر تعالى عن استكبار فرعون وقوله لموسى إنَّ هذا الذي جئت به سحر ونحن نعارضك بمثله، ثم طلب من موسى أن يواعده إلى وقت معلوم ومكان معلوم.
وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام أن يظهر آيات الله وحججه وبراهينه جهرة بحضرة النّاس ولهذا: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} وكان يوم عيد من أعيادهم ومجتمع لهم {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} أي من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس فيكون الحق أظهر وأجلى، ولم يطلب أن يكون ذلك ليلاً في ظلام ، بل طلب أن يكون نهاراً جهرة لأنه على بصيرة من ربِّه ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه
فذهب فرعون فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة فضلاء، في فنهم غاية، فجمعوا له من كل بلد، ومن كل مكان، فاجتمع منهم خلق كثير
وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم. وذلك أن فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم فخرجوا وهم يقولون: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ}.

وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه، فقال:{وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}.
قيل: معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم، فقائل يقول: هذا كلام نبي وليس بساحر، وقائل منهم يقول: بل هو ساحر فالله أعلم. وأسرّوا التناجي بهذا وغيره.

{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى، قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}.
لما اصطف السحرة ووقف موسى وهرون عليهما السّلام تجاههم قالوا له إما أن تلقي قبلنا، وإما أن نلقي قبلك؟ {قَالَ بَلْ أَلْقُوا}أنتم وكانوا قد أخذوا حبال وعصيّ فملؤها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها، وإنما تتحرك بسبب ذلك. فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم وألقوا حبالهم وعصيهم وهم يقولون {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}.

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُون، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}.
وذلك أن موسى عليه السلام لما ألقاها صارت حية عظيمة ذات عنق عظيم وشكل هائل مزعج بحيث أن الناس خافوا منها وهربوا سراعاً وأقبلت هي على ما ألقوه من الحبال والعصي فجعلت تلقفه واحداً واحداً في أسرع ما يكون من الحركة، والناس ينظرون إليها ويتعجّبون منها.‏

وأما السّحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيّرهم في أمرهم و لم يكن في خلدهم ولا بالهم فعند ذلك أنَّ هذا ليس بسحر ولا شعوذة ولا خيال بل حق لا يقدر عليه إلا الحق وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة وأنارها وأنابوا إلى ربهم وخرّوا له ساجدين وقالوا جهرة للحاضرين ولم يخشوا عقوبة فرعون
كما قال تعالى {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ، قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}.

البلاء الذى انزله الله على فرعون و قومه

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ، فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ، وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.

فرجع عدو الله فرعون حين آمنت السحرة مغلوباً مغلولاً ثم أبى إلا الاقامة على الكفر والتمادي في الشر و حرضه الامراء و الوزراء على اذية موسى و ع7دم تصديقه و على قتل غلمان بنى اسرائيل الذين آمنوا زيادة فى اذلالهم و مهانتهم فتابعه الله بالآيات فأخذه بالسنين فأرسل عليه الطوفان ثم الجراد ثم القمل ثم الضفادع ثم الدم آيات مفصلات
فأرسل الطوفان - وهو الماء - ففاض على وجه الأرض ثم ركد. لا يقدرون على أن يحرثوا، ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعاً.
فلما بلغهم ذلك: {قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ}.
فدعا موسى ربه فكشفه عنهم فلما لم فلما لم يفوا به بشيء فأرسل الله عليهم الجراد فأكل الشجر فيما بلغني حتى أن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا،
فدعا ربه فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم القمل فانثال عليهم قملاً، حتى غلب على البيوت والأطعمة، ومنعهم النوم والقرار.
فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له، فدعا ربه فكشف عنهم فلما لم يفوا بشي مما قالوا
فأرسل عليهم الضَّفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشف أحد ثوباً ولا طعاماً إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه. حتى إن أحدهم إذا فتح فاه (لطعام أو شراب) سقطت فيه ضفدعة من تلك الضفادع.
فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا بشيء مما قالوا، فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دماً لا يستقون من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلاّ عاد دما عبيطاً.
هذا كله لم ينل بني إسرائيل من ذلك شيء بالكلية. وهذا من تمام المعجزة الباهرة

قال الله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ، فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ، فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

موسى يخرج ببنى اسرائيل من مصر

ولما تمادى أهل مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم فرعون ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام؛ وأقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحير العقول، وهم مع ذلك لا يرعون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون.
ولم يؤمن منهم إلا القليل من قوم فرعون، والسحرة كلهم، وجميع شعب بني إسرائيل وإيمانهم كان خفية لمخافتهم من فرعون وسطوته وجبروته وسلطته
أوحى الله تعالى إلى موسى وأخيه هارون عليهما السلام أن يتخذا لقومهما بيوتاً متميزة فيما بينهم عن بيوت اتباع فرعون ليكونوا على أهبة من الرحيل إذا أمروا به ليعرف بعضهم بيوت بعض , و ليعبدوا الله فيها

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ}.

و استأذن بنو إسرائيل فرعون في الخروج إلى عيد لهم فأذن لهم وهو كاره، ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له، وإنما كان في نفس الأمر مكيدة بفرعون وجنوده ليتخلّصوا منهم ويخرجوا عنهم.

قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ، كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسرائِيلَ، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

أن فرعون لحقهم بالجنود فأدركهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ورأى  كلٌّ من الفريقين صاحبه وتحققه ولم يبق إلا المقاتلة فعندها قال أصحاب موسى وهم خائفون: إنا لمدركون، وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلى البحر، فليس لهم طريق الا سلوكه وخوضه. وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه، والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وفرعون قد واجههم.
فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه , فقال لهم موسى {كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي}
ونظر إلى البحر وهو يتلاطم بأمواجه وهو يقول: هاهنا أمرت
فيقولون لموسى عليه السلام: يا نبي الله أههنا أمرت. فيقول نعم.
فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون فعند ذلك أوحى الحليم العظيم القدير ربُّ العرش الكريم إلى موسى الكليم
قال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
ويقال: إنه انفلق اثنتي عشرة طريقا لكل سبط طريق يسيرون فيه, وأمر الله تعالى  موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين فلما جازوه وجاوزوه وخرج أخرهم منه وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه.
فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه، ولا سبيل عليه، فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال كما قال تعالى {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا} أي ساكنا على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة .
فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى هاله هذا المنظر العظيم وتحقق من أن هذا من فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم ، لكنه أظهر لجنوده تجلّداً ، وحملته النفس الكافرة على ان يعبر بجنوده مثل بنى اسرائيل
فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان فلما ينج منهم إنسان.
و هنا فقط و عندما أيقن فرعون من غرقه آمن بالله الواحد الأحد
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما قال فرعون {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسرائِيلَ} قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة".

بنو إسرائيل يطلبون عبادة الأصنام
وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز المهيمن على ما عداه من الكتب: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}
 و ذلك انهم بعد ما عاينوا من آيات الله وقدرته ما دلّهم على صدق ما جاءهم به رسول ذو الجلال والإكرام، وذلك أنه مروا على قومٍ يعبدون أصناماً، قيل: كانت على صور البقر، فكأنهم سألوهم: لم يعبدونها؟ فزعموا لهم أنها تنفعهم وتضرهم ويسترزقون بها عند الضرورات، فكأنَّ بعض الجهَّال منهم صدّقوهم في ذلك، فسألوا نبيهم الكليم الكريم العظيم أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة


موسى يذهب لميقات ربه

قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ {

ذلك أن موسى عليه السلام ذهب الى ميقات ربه و استخلف على شعب بني إسرائيل أخاه هارون  فلما استكمل الميقات ثلاثين ليلة، وكان فيه صائماً يقال إنه لم يستطعم الطعام، فلما كمل الشهر أخذ لحاء شجرة فمضغه ليطيب ريح فمه، فأمره الله أن يمسك عشراً أخرى، فصارت أربعين ليلة. ولهذا ثبت في الحديث: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

}قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ، وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ{

فلما أتم الميقات و أعطاه ربه التوراة وفيها مواعظ عن الآثام، وتفصيل لكل ما يحتاجون إليه من الحلال والحرام.

بنى اسرائيل يعبدون العجل

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، قَالَ ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {
حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث على الطور يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها.
فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري، فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب، كان أخذها من أثر فرس جبريل، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيه خار كما يخور العجل الحقيقي وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة، فيرقصون حوله ويفرحون.
{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}. أي فنسي موسى ربه عندنا، وذهب يتطلبه وهو هاهنا! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
ولما رجع موسى عليه السلام إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل، ومعه الألواح المتضمنة التوراة، ألقاها. ثم أقبل عليهم فعنفهم ووبخهم فاعتذروا إليه، بما ليس بصحيح، قالوا إنا {حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}. تحرجوا من تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب، وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم، ولم يتحرجوا من عبادة !!
ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلام قائلاً له {يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ تَتَّبِعَنِي}. أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا، فقال: {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ}. أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم.
فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه قيل بالنار، وقيل بالمبارد  ثم ذراه في البحر، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من عابديه علق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه، وقيل بل اصفرت ألوانهم.
فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة ، فقالوا لجماعتهم: يا موسى سل لنا ربك يفتح لنا باب توبة نصنعها فتكفر عنا ما عملنا. فاختار موسى من قومه سبعين رجلاً لذلك، لا يألو الخير من خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في الحق، فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجفت بهم الأرض.
فاستحيا نبي الله عليه السلام من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}. وفيهم من كان الله اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به، فلذلك رجفت بهم الأرض فقال{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ}.
فقال: يا رب سألتك التوبة لقومي، فقلت: إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي، فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحوم. فقال له: إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن.
وتاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون أمرهم، واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها، وفعلوا ما أمروا ، وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه، ثم مالوا على عابدي العجل فقتلوهم وحصدوهم وغفر الله للقاتل والمقتول.
ثم سار بهم موسى عليه السلام متوجهاً نحو الأرض المقدسة، وأخذ الألواح بعدما
سكت عنه الغضب، فأمرهم بالذي أمر به من الوظائف فقالوا: انشرها علينا فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلة قبلناها. فقال: بل اقبلوها بما فيها، فراجعوه مراراً، فأمر الله الملائكة فرفعوا الجبل على رؤوسهم حتى صار كأنه ظلة، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم، فأخذوا الكتاب بأيمانهم
وهم مصغون ينظرون إلى الجبل، والكتاب بأيديهم وهم من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم
{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}..
 ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة، فوجدوا فيها قوم جبارون

نكوث بني إسرائيل عن قتال الجبارين

وذلك أن موسى عليه السلام لما انفصل من بلاد مصر وواجه بلاد بيت المقدس وجد فيها قوماً من الجبّارين من الحيثانيين و والكنعانيين وغيرهم.
فأمرهم موسى عليه السّلام بالدّخول عليهم ومقاتلتهم وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس، فإن الله كتبه لهم ووعدهم إياه فخافوا من هؤلاء الجبارين
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ {

فذمهم الله في تخاذلهم وعاقبهم بالتيه على ترك جهادهم ومخالفتهم رسولهم
 } قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.

فكانوا يسيرون فى الأرض إلى غير مقصد ليلاً ونهاراً وصباحاً ومساءً

قال الله تعالى: {يَا بَنِي إسرائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى، كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى، وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}.
يذكر تعالى أنه أنزل عليهم في حال شدتهم وضرورتهم في سفرهم في الأرض التي ليس فيها زرع ولا ضرع، منَّاً من السماء، يصبحون فيجدونه خلال بيوتهم، فيأخذون منه قدر حاجتهم في ذلك اليوم إلى مثله من الغد، ومن ادخر منه لأكثر من ذلك فسد، ومن أخذ منه قليلاً كفاه، أو كثيراً لم يفضل عنه، فيصنعون منه مثل الخبز، وهو في غاية البياض والحلاوة، فإذا كان من آخر النهار غشيهم طير السلوى، فيقتنصون منها بلا كلفة ما يحتاجون إليه حسب كفايتهم لعشائهم.
وإذا كان فصل الصيف ظلل الله عليهم الغمام، وهو السحاب الذي يستر عنهم حر الشمس وضوءها الباهر
وجعل لهم ثياباً لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجراً مربعاً. وأمر موسى فضربه بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، في كل ناحية ثلاثة أعين، وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها، فلا يرتحلون محلة إلا وجدوا ذلك الحجر بينهم بالمكان الذي فيه بالمنزل الأول بالأمس.

ذكر وفاته عليه السلام

قال البخاري في صحيحه: عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكَّه فرجع إلى ربه عز وجل، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن.
قال: فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فلو كنت ثَم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق