أشهر الآلهة( الأصنام)
عند العـــرب
: قلنا أن آلهة العرب كثيرة ، ولكن أشهرها أربعة
[ وقد ذكرها القرآن في سورة النجم آية 2.]و هي
. مناة : أقدم أصنام العرب ، نصب
على ساحل البحر من ناحية الشمال بقديد ، بين مكة المدينة . وكانت الأوس والخزرج
ومن ينزل المدينة ومكة وما حولهما ، وكل العرب ،ويذبحون ويهدون له .وهى القدر أو
آلهة المصير التي تتحكم في مصير الفرد.وقد تسموا بـــ " عبد مناة " و
" زيد مناة " وبقى هذا الصنم معظماً عند العرب حتى عام ثمانية للهجرة
حتى بعث محمد علياً بن أبى طالب فهدمه ، وأخذ ما كان له، وكان فيما أخذ سيفان
كان الحارث بن أبى شمر الغساني أهداهما ( له ) ، وقد وهب محمد السيفين إلى على
. اللآت : إلهة عربية أخرى ، غاص
البحاثون في معناها ورموزها وصفاتها . وقد ورد ذكرها في القرآن [ سورة النجم آية
19] مما يشير إلى أن عبادتها بقيت حتى ظهور الإسلام .ويقول ياقوت [ معجم البلدان
ج 4 ، ص 336- 337] أنها صخرة بيضاء مربعة تعبدها ثقيف في الطائف ، وكانوا اتخذوا
له بيتاً به فطافوا به وجعلوا له سدنة
والأب لويس شيخو في
دراسته القيمة [ النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية ص 1. ] يقول : " لقد
أجمع الأثريون على أن اللات هي الزهرة . ولنا على ذلك شهادة
هيرودتس المؤرخ ، قال
في تاريخه ( ك 1 ف 131 ) : أن العرب يعبدون الزهرة
السماوية وهم يدعونها أليتا ، وقد اصطلح أسمها
في محل آخر ( ك 3 ف 3 ) فدعاها اللات وهو اختصار الالاهت كما اختصروا الاسم
الكريم الإله فقالوا الله . ثم اختصروا الالات فقالوا اللات .
: ويعتبر اللغويون مؤنث " الإله " ، و
عرفت باسم " الربة " أي " السيدة " وهى تقابل الأم الكبرى
للآلهة " عشتروت " عند الساميين الشماليين .[ جواد على / المفصل في
تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام 6/232] وتسمى العرب بـــ " زيد اللات
" ، وتيم اللآت وأقسموا بها أيضاً ، ويحلف بها أوس بن حجر ولكنه يقر بتفوق
الله عليها ، فيقول
وباللات والعزى ومن دان
دينها وبـــالله . إن الله منهن أكبر
: وبقيت اللآت تُعظم حتى أسلمت ثقيف ، فبعث
محمد المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار، ولكن ثقيفاً فيما يبدو ظلت على
ولائها لــ " اللات " وذلك بعد هدمها ، فنهاهم شداد بن عارش الجُشمى
بقوله
لا تنصروا الـــلات إن
الله مهلكها وكيف نصركم من ليس ينتصر
إن التي حُرقت بالنار
فاشتعلت ولم تقاتل لدى أحجارها . هدر
[ الأصنام ص 16 ]
. لقد كان العرب يعلقون القلائد والسيوف على
تلك الأصنام ، وهذه عادة بقيت حتى يومنا هذا ، إذ تراهم يتقربون - حتى الآن - من
الأولياء ومزاراتهم بتعليق قطع من المعادن الثمينة فيها
العــزى : أى الكلية القدرة
والعزة ، وهى آلهة أنثى فيما يبدو من كلام الرواة عنها [ الأصنام ص 17 ] ومما
جاء في القرآن عنها [ سورة النجم آية 19 - 23] .وقد كانت العزى أعظم الأصنام عند
قريش ، تعبد بثلاث شجرات سمرات بوادي نخلة ، حيث يشتى الرب لحر تهامة بعد أن
يكون قد أصطاف في اللات لبرد الطائف [ أخبار مكة 1/ 79 ] .
وكانوا يزورونها ويهدون
لها ، ويتقربون عندها بالذبح . ويذكر لنا الأب لويس شيخو عن العزى فيقول :"
وجاء ذكرها باسم كوكب الحسن في ميامر اسحق الإنطاكى
( ص 1: 247) من كتبة أوائل القرن السادس وصرح
بأنها الزهرة . وأخبر بركوبيوس المؤرخ في القرن السادس وصرح أن المنذر صاحب
الحيرة ضحى للعزى ابن عدوه الحارث ملك غسان وكان في يده كأسير . وذكر العزى قبله
القديس افرام السرياني والقديس ايرونيموس . ثم روى القديس نيلوس من أشراف
القسطنطينية خبر ابنه الذي أسره عرب البادية وأرادوا تضحيته لآلهتهم العزى أى
الزهرة عند طلوعها صباحاً لولا أن النوم تثاقل عليهم فنجا الولد ، وذلك نحو
السنة 41. للمسيح .
. وفى تواريخ السريان أن أحد ملوك الحيرة ضحى
للعزى عدداً من العذارى المسيحيات . وقد روى ابن الكلبي عن الرسول العربي ( محمد
) أنه دمرها يوما بقوله :" لقد أهديت للعزى شاة عفراء ، وأنا على دين قومي
" [ الأصنام ص 19 ]
وقد تسمى العرب وقريش
بالعزى ، فقالوا : عبد العزى [ الأصنام ص 19 ] وقد
: أقسموا بها ، يقول درهم بن زيد الأوسى
إنى ورب العُزى السعيدة
والله الذي دون بيته سرف
[ الأصنام ص 19 ]
هـبـل : يقول ابن الكلبي :
" كانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها ، وكان أعظمها عندهم هُبل -
ويتابع ابن الكلبي كلامه عن هبل فيصفه لنا - بأنه مصنوع من عقيق أحمر ، ويتخذ
صورة إنسان ، وكانت يده اليمنى مكسورة ، وأدركته قريش بدون يد ، فجعلوا له يداً
من ذهب " [ الأصنام ص 28 ] , أم ابن أسحق فيقول :" كانت قريش قد اتخذت
صنماً على بئر في جوف الكعبة يقال له هبل "[ السيرة النبوية 1/ص82 ]ويروى
ابن هشام عن بعض أهل العلم قصة جلب هُبل
. من مآب من أرض البلقاء ، إلى مكة على يد
عمرو بن لحى ، وتنصيبه فيها وأمر الناس بعبادته وتعظيمه [ وقصة جلبه وتنصيبه هي
محل خلاف كبير ، راجع على سبيل المثال ، تاريخ التمدن الإسلامي : 3/ 276 - جرحى
زيدان]
ولعل أبرز ما عرف به
هبل عند العرب أنها كانت تستسقم عنده بالقداح في أكثر من مناسبة كختان الأولاد
وإقامة حفلات الأعراس والمآتم . وعند هبل كانوا يميزون صريح النسب من المشكوك في
نسبه . يحصل هذا بعد أن يقدموا بين يديه مائة درهم ، وجذورا تعطى كلها لصاحب
القداح أي السادن الذي يقوم بضرب القداح . ويقال إن القداح التي كانت عند هبل
سبعة يستسقم باثنين منها لمعرفة صريح النسب أو ملصقه . ويقال أن عبد المطلب جد
محمد ضرب عنده بالقداح على ولده عبد الله ، فخرجت القداح على الإبل فنحرت عندها
ثم تركت [ تفاصيل ذلك وأكثر ، أرجع إلى أخبار مكة المكرمة للأزرقى ج 1 ص 73)
وللعرب صنف آخر من
الشرك شاع عند أمم كثيرة وهو تكريمهم لمواليد الطبيعة من جماد ونبات وحيوان .
فمن آثار تعظيمهم للجماد إكرامهم لحجارة بيضاء أو سوداء كانوا يوقعونها موقع
التجلى للقوات العلوية ، كانت تُكرم في بعض جهات اليمن والحجاز وبلاد النبط .
وكان ذلك شائعاً عند غيرهم من أهل الشرق . فإن هيكل الشمس في حمص كان محتوياً
على حجر أسود يمثل إله الشمس كان هليوغبل سادناً له قبل أن يتولى التدبير كقيصر
روماني .[ النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية ص 12 ]
ومن آثار إكرامهم
للجماد " الأنصـــاب " وهى حجارة كانوا ينصبونها في أنحاء بلادهم
ذكراً لآلهتهم ويصبون عليها الزيت أو السمن أو يلطخونها بدم الذبائح . وكذلك
كانوا يقيمون المناسك لبعض الأشجار كالنخل ، وقد روى الكتبة " كياقوت ،
وأبن خلدون " أن العزى كانت تكرم في نجران على صورة النخلة . وكذلك نخلة
اليمانية مكان قرب مكة [ ياقوت 4: 77.] ومنها ذات أنواط ، قال ياقوت [ 1: 393 ،
وأنظر أيضاً الأزرقى 1: 82- 83 ] " أنها شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية
تأتيها كل سنة فتعلق عليها أسلحتها وتذبح عندها وكانت في جوار مكة " .
|
الجمعة، 17 فبراير 2012
أشهر الآلهة( الأصنام) عند العـــرب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق