إيزيس (Isis)، هي ربة القمر و الأمومة لدي قدماء المصريين. وكان يرمز لها بامرأة علي حاجب جبين قرص القمر، عبدها المصريون القدماء والبطالمة والرومان.
كان لها معابدها في عدة بلدان رومانية، حيث كانت تعتبر أم الطبيعة وأصل الزمن، اشتهرت إيزيس بأسطورة أوزوريس زوجها، وشخصت في تماثيل وهي حاملة ابنها حورس، وفوق رأسها قرنان بينهما قرص القمر، وهذه الصورة استوحاها المسيحيون في تماثيل وصور السيدة العذراء وهي حاملة ابنها المسيح، وفوق رأسها هالة من النور.
كانت تعد الأم المقدسة عند المصريين، وزوجة وأخت أوزوريس التي شاركته في حكم مصر، وعندما قتله ست ومزق جسده قامت هي بجمع أشلاءه التي كانت قد دفنت في أنحاء شتى من مصر، وأعادت غليه الحياة بفضل قوتها السحرية.
أنجبت ابنها حورس وساعدته لاستعادة العرش من عمه ست ( الذي أصبح إله للشر ). وقد بجل المصريون القدماء إيزيس، واعتبروها الربة الحامية في كافة أنحاء مصر القديمة.
كان المصريون يعبدونها عبادة قائمة على الحب والإخلاص فصوروا لها صوراً مصنوعة من الجواهر لأنها في اعتقادهم أم الإله. وكان كهنتها الحليقون ينشدون لها الأناشيد ويسبحون بحمدها في العشي والإبكار.
معبد إيزيس بجزيرة فيلة
[color=black]شُيدت معابد "فيلة" في الأصل لعبادة الإلهة "إيزيس"
اكتسبت فيلة عبر القرون مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشد من أتباع تلك العبادة كانوا يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث أوزوريس.
تم بناء المعبد الكبير خلال القرن الثالث قبل الميلاد ثم تلاه معابد امنحوتب وارسنوفيس. أما معبد حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمي استكمل بنائه قبل عام 116 قبل الميلاد بواسطة ايورجيتس الثاني. وقد أضاف بطالمة آخرون نقوشا إلى فيله والتي تعتبر من روائع المعبد. ومن مصر انتشرت عبادة الآلهة إيزيس إلى اليونان وروما وفى مختلف أنحاء الإمبراطورية، حتى عندما ساد الحكم الروماني في مصر عمل الحكام على تجميل الجزيرة المقدسة، فقد بني الإمبراطور أوغسطس معبد في الطرف الشمالي لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد. أما تيبيريوس وآخرون فقد أضافوا صروحاً ونقوشا، كما بنى كلاوديوس، وتراجان، وهادريان، ودقلديانوس، مبان جديدة بالجزيرة استمر العمل فيها حتى القرن الرابع الميلادي.
ولشدة سيطرة عبادة إيزيس في جزيرة فيلة أدى ذلك إلى امتداد تلك العبادة على مدى قرون عديدة متحدية بذلك مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس الذي أصدره عام 391 ميلادية والذي فرض فيه الديانة المسيحية على جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وفى عام 550 بعد الميلاد وتحت حكم جوستنيان وصلت المسيحية إلى جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها.
وتكون مجتمع جديد من المسيحيين في جزيرة فيله وتحولت قاعة الأعمدة لتكون مناسبة لممارسة الديانة الجديدة، وتم نقل الأحجار من بعض الآثار لبناء كنائس مسيحية في الجزيرة، ونمت قرية جديدة حول معبد إيزيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق