الجمعة، 30 مارس 2012

فتاوى إسلامية .. فاضحة



قطرة وقت

فتاوى إسلامية .. فاضحة
فريد أحمد حسن
 2010 خاص موقع صوت المسيحى الحر
مشكلة الفتاوى أراها في جزئيتين؛ الأولى كثرة المفتين وبالتالي كثرة الفتاوى والثانية غرابة بعض
هذه الفتاوى، أما فيما يخص الأولى فيمكن اختصار القول في التصريح بأن عدد المفتين اليوم صار
حسب أهلنا في مصر ''على قفا من يشيل'' وكذا الحال فيما يخص عدد الفتاوى، أما عن الثانية فيمكن
القول إن غرابة بعض الفتاوى تخرج العيون من مكامنها وترسم الدهشة على الوجوه وتجعل السامع
 أو القارئ لها يتساءل بصوت مرتفع عما إذا كانت تلك الفتاوى تعبر حقيقة عن الإسلام، فالعقل يصعب
عليه قبول فتوى من عيار أن تعلم اللغة الإنجليزية حرام وأن إهداء الزهور للمريض حرام وأن كرة القدم
 مكيدة استعمارية يراد بها إلهاء الشباب المسلم وبالتالي فإنه لا يجوز ممارسة لعبة كرة القدم فهي حرام،
وغيرها من فتاوى غريبة عجيبة يتم تبادلها منذ فترة عبر الإنترنت (الذي توجد فيما يخصه أيضا فتوى
 تحرم دخول المرأة في عالمه من دون محرم) تحت عنوان ''مهرجان الفتاوى'' والذي لا يخلو أيضا
 من تكفير بعض الطوائف والفئات وتحريم التعامل مع المنتمين إليها وجواز البصق في وجوههم.
فيما يخص الزهور يستند الذي أفتى بتحريمها على أن ''إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى
 في المستشفيات ليس من هدي المسلمين على مر القرون وإنما هي عادة وافدة من بلاد الكفر نقلها
 بعض المتأثرين من ضعفاء الإيمان وهي محض تقليد وتشبه بالكفار وفيها إنفاق للمال في غير مستحقه،
ولا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعا أو شراء أو إهداء.. خشية مما تجر إليه من الاعتقاد
 الفاسد بهذه الزهور من أنها أسباب الشفاء''!
وفيما يخص تعلم اللغة الإنجليزية تبين فتوى تحريمها ''أن اعتياد التكلم بغير العربية حين يكون
عادة أمر غير مشروع، لأنه يورث محبة أهل تلك اللغة من الكفرة وهو مخالف لعقيدة الولاء والبراء
 من الكفار.. وبالتالي فإن الذي يعلم صبيته اللغة الإنجليزية منذ الصغر سوف يحاسب عليه يوم القيامة،
 لأنه يؤدي إلى محبة الطفل لهذه اللغة ثم محبة من ينطق بها من الناس''
.. وليس المقصود اللغة الإنجليزية دون غيرها من اللغات فالفتوى تشمل كل اللغات غير العربية.من
 التي يتحدث بها الكفرة!
التحريم لم يطل الزهور واللغات فقط، ولكنه تجاوزهما إلى تحريم كرة القدم .. اللعبة الشعبية التي
هي اليوم الرابط الأول بين مختلف شعوب العالم، حيث ''الكرة بجميع ألعابها وخاصة ما تسمى بكرة
القدم حرام ولا تجوز وأنها تشبه لا غبار عليه بالإضافة إلى أنها تتطلب من لاعبيها تطبيق قوانينها
الدولية الطاغوتية والمبدلة لحكم الله عند الكسور والجروح بالفاول أو البنلتي مثلا ويكفي المسلم
الصادق المحب لله ولرسوله في أدلة تحريمها دليل التشبه بالفساق والمجرمين فضلا عن الكفار
 والمشركين وفضلا عن امتثال قوانينها الدولية''. كما يوضح المفتي بهذه الفتوى أنه ''ليس هناك وقت للعب
والضحك في هذا الوقت الذي كشر فيه الطغاة والمنافقون والعلمانيون والحداثيون في حرب الدين وأهله''..
 ''ليس هناك وقت للعب بالكرة في وقت يسعى فيه الفجرة والخبثاء في محاربة المرأة الطاهرة وتصويرها على
 البطاقة والصحف والمجلات''. ثم يضع المفتي شروطا لجواز لعب الكرة منها اللعب من دون وضع الخطوط
الأربعة، لأنها من صنيع الكفار والقانون الدولي وعدم استعمال الألفاظ التي وضعها الكفار مثل فاول وبنلتي
وكورنر وآوت، وكذلك عدم الالتزام باللعب بأحد عشر لاعبا كما قرره الكفار واليهود والنصارى بل تزيدون
 عليه أو تقلون، وعدم اللعب بالسراويل الملونة والفنايل المرقمة فهي ليست من ملابس أهل الإسلام وإنما
 من ملابس الكفار والغرب.. وأن يكون اللعب أقل أو أكثر من الوقت المحدد من الغرب وعلى مدار شوط
 واحد فقط أو ثلاثة أشواط، وألا يكون الهدف التسلية وإنما تقوية البنية للجهاد.. وألا يتابع آخرون الذين
يلعبون، فإن حدث يقال لهم اذهبوا للدعوة إلى الله ولا تضيعوا وقتكم هنا تشاهدون. أما من يقوم بمتابعة
الذي يسجل هدفاً ليقبله ويعانقه فهذا ينبغي أن يبصق في وجهه ويؤدب ويزجر''. والمهم في الفتوى
هو ''عدم التشبه بالكفار والمشركين في لعبهم بالكرة.. ويا للحسرة لمن مات وهو يلعب كرة القدم على
 نظام القانون الدولي الذي وضعته دول الكفر وعلى رأسها أميركا قاتلها الله''.
وهناك فتاوى بتحريم أداء التحية العسكرية، لأن ''فيها مهانة للمسلم وخضوع وخنوع للبشر ما يجعل
الرجل التقي ينحني بالتحية العسكرية لمن هو أقل منه شأناً من ناحية التدين حتى وإن علت مرتبته العسكرية''،
 وفتاوى بتحريم دخول المرأة إلى الإنترنت ''لأن في هذه الشبكة مواضع الفتنة ما قد لا تتمكن المرأة
بضعف نفسها من مقاومته'' و''لا يجوز الدخول لها على مواقع الشبكة ما لم يكن برفقتها أحد المحارم
الشرعيين
 ممن يعرفون بواطن النساء ومكرهن وضعفهن أمام الجنس والهوى''. ناهيك عن فتاوى تجيز
الكذب والشهادة
وتغليظ اليمين ''لنصرة الدين الإسلامي ونهجه القويم ونصرة المسلم الصالح ممن يردون به كيدا،
 وإذلال أهل
البدع والضلالات والفرق الفاسدة''.
شخصيا أصدق أن هذه الفتاوى الغريبة وغيرها يمكن أن تصدر من علماء دين وأنها ليست
موضوعة من
 قبل ''أعداء الدين'' و''الكفار'' و''الغرب'' ولكنني أدعو إن كان فيها تجن أن يبادر المعنيون بها بتكذيب
 نسبتها إليهم وإلا فإن السكوت يعني التأكيد على أنها صادرة عنهم.. وفي هذا ما يحزن.. يحزنني على الأقل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق