السبت، 18 فبراير 2012

ملابس الكهنة

ملابس الكهنة
================
ثياب رئيس الكهنة
إذا تأملنا ملابس هارون الرسمية، التي كان يظهر بها أمام الله في الأقداس عند قيامه بالخدمة الكهنوتية (والتي كانت تدعى ثياب المجد والبهاء)، نرى أنها كانت ترمز إلى خواص المسيح الثابتة إلى الأبد، والتي يتميز بها كرئيس الكهنةالعظيم القائم أمام الله لأجلنا في كل حين. ولذلك لم يترك الله بني إسرائيل ليعملوا هذه الملابس كما شاءوا، بل وصف لهم كل قطعة منها وصفاً دقيقاً كما يتضح من (خروج28: 4- 39). ومن ثم عملوا كما وصفها لهم تماماً ، كما يتضح من (خروج39: 1- 31).
وفيما يلي أجزاء هذه الملابس، وما ترمز إليه من خواص المسيح له المجد:
ملاحظات تمهيديه:
* هناك نوعان اساسيان من الثياب كان يلبسهما رئيس الكهنه :
1. ثياب المجد والبهاء وكان يلبسها رئيس الكهنة أثناء وجوده في القدس.
2. ثياب الكتان وكان يلبسها يوم الكفارة العظيم وهو داخل إلى قدس الأقداس، وهذه الثياب إشارة إلى الرب يسوع الذي لم يعرف خطية ولم يعمل خطية وهو الأنسب لعمل الكفارة.
* لاحظ أنه في أجزاء ثياب المجد والبهاء لم يذكر الحذاء وذلك لأن رئيس الكهنة وهو يخدم في الأقداس يخدم في محضر الله القدوس وهذا يذكرنا بما قاله الرب لموسى اخلع نعليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها أرض مقدسة (خر 3 : 4).
* تطلق عبارة المجد والبهاء على ثياب الكهنة وثياب رئيس الكهنة، وهذا يعلمنا أنه عندما يذكر هارون وحده فهو رمز للرب يسوع، أما إذا ذكر هارون وبنوه فهو رمز للمؤمنين كعائلة الملكوت.
* بما أن الكهنة ارتبطوا برئيس الكهنة هذا يعني أنهم اكتسبوا ما اعطي لهم. (أنا قد أعطيتهم المجد الذي اعطيتني) (يو 17 : 22).
* كلمة البهاء تأتي بمعني الجمال، وقيل عن الرب يسوع أنه أبرع جمال من بني البشر (مز 45 : 2). وبمعني آخر الكرامة، وقيل عن الرب يسوع (عبرانيين 2) "مكللاً بالمجد والكرامة".
مكونات الثياب:
1- الأفود. 2- صدرة القضاء. 3- المنطقة.
4- جبة الرداء. 5- القميص المخرم. 6- العمامة. 7- الصفيحة الذهبية.
1-الأفود:
(أ)-الأفود كلمة عبرية معناها "رداء"، وتطلق بصفة خاصة على اللباس الخارجي لرئيس الكهنة، وكان يصنع من خيوط كتانية وذهبية معاً، الامر الذي جعل هذا اللباس متيناً وبراقاً.
ولذلك كان رمزاً إلى إنسانية المسيح النقية، وأيضاً إلى لاهوته (لأن الكتان لبياض لونه يشار به إلى النقاوة، والذهب لقيمته الثمينة يشار به إلى ما هو إلهي)، ومن ثم كان المسيح في ذاته الفريدة، أفضل من يصلح للكهنوت.

* وهذا الافود مكون من قطعتين :
- قطعة تغطى الظهر
- وقطعه تغطى الصدر ويثبتان معا عند الكتف بواسطة حجرى الجزع
* أما الألوان التي كان يتميز بها الرداء فهي:
- الأسمانجوني (السماوي) - والأرجوان (البنفسجي) - والقرمز (الأحمر) - والكتان (الأبيض) وهذه الألوان ترمز على التوالي إلى مقام المسيح السماوي والملكي، كما ترمز إلى الفداء الكريم الذي قام به له المجد، وإلى النقاوة المطلقة التي كانت تتميز بها حياته.
(ب) وكان هذا الرداء يظل مشدوداً إلى جسد رئيس الكهنة بواسطة زنار (أو حزام)، 0( خر 28 : 39 ) له ذات تركيب الرداء وألوانه.
وكان ذلك رمزاً إلى أن خواص المسيح السابق ذكرها تلازمه دائماً أبداً، إذ أنها (إن جاز التعبير) جزء لا يتجزأ من ذاته.
كما أن هذا الزنار كان بمثابة المنطقة، والمنطقة في الكتاب المقدس تشير إلى الاستعداد للخدمة (لوقا 12: 37).
ولذلك كان الزنار رمزاً إلى قيام المسيح بالخدمة الكهنوتية لأجلنا أمام الله بلا ملل أو كلل (عبرانيين9: 24)
(ج)- وعلى كتفي الرداء كان يوضع حجران كريمان من الجزع، وكانت توجد سلسلة مجدولة من ذهب نقي تتصل بالصدرة ويدل اسم هذا الحجر بالعبرية على اللمعان كما بنار متوهجة.
وكان منقوشاً على كل حجر من الحجرين المذكورين أسماء ستة من أسباط بني إسرائيل بحسب ترتيب مولدهم، ليكون ذلك تذكاراً أمام الرب.
1ـ ونقش الاسماء وليس كتابتها، كان رمزاً إلى ثبات مقام المؤمنين الحقيقيين في المسيح (يوحنا10: 28).
2ـ وكونها منقوشة على حجرين كريمين رمز إلى القيمة العظيمة التي لهؤلاء المؤمنين في نظر الله بسبب اتحادهم بالمسيح
الكتف اليمين منقوش عليه:
1ـ رأوبين 2ـ شمعون 3ـ لاوى 4ـ يهوذا 5ـ دان 6ـ نفتالى
الكتف الشمال منقوش عليه:
1ـ جاد 2ـ أشير 3ـ يساكر 4ـ زبولون 5ـ يوسف 6ـ بنيامين
2-صدرة القضاء:
(أ)- كانت صناعتها مثل صناعة الرداء تماماً. ولذلك كانت ترمز إلى ما يرمز إليه الرداء من صفات المسيح الذاتية التي ذكرناها. وسميت "بصدرة القضاء" لاحتوائها على "الأوريم والتميم" اللذين سنتحدث عنهما فيما بعد)...
وكانت هذه الصدرة مطوية على نفسها (كما هو الحال في بعض محافظ النقود والأوراق)، وكان يثبت عليها من الخارج اثني عشر حجراً كريماً منقوش على كل حجر منها اسم سبط من أسباط بني إسرائيل، بحسب ترتيب حلولهم حول خيمة الاجتماع، وسيرهم في البرية من مكان إلى مكان. وكانت الصدرة تتصل بكتفي الرداء (حيث يوجد حجرا الجزع، بواسطة سلاسل، وتتصل بالجزء الأمامي من الرداء (حيث الزنار) بسلاسل أخرى.
وهذه السلاسل كانت مجدولة من أسلاك ذهبية، ومن ثم لم تكن تتقطع أو يعلوها الصدأ. وفي باطن الصدرة كان يوجد "الأوريم والتميم" اللذان ذكرناهما، وهما كلمتان عبريتان معناهما الحرفي "الأنوار والكمالات".
(ب) ونقش أسماء بني إسرائيل على حجارة كريمة كان يرمز إلى أنهم معروفون لدى الله، ليس ككل فقط، بل كأفراد أيضاً،
ـ فلكل منهم نصيب خاص من اهتمامه وعنايته.
ـ ووجود هذه الحجارة على الصدر كان رمز إلى تمتع المؤمنين بمحبة قلب الله.
- حتى إذا تسرب الظن إلى بعضهم في وقت ما، أن المسيح لا يحبهم أو تركهم وشأنهم.
(ج) الاوريم والتميم ومعناهما "الأنوار والكمالات"، فهي جمع "نور وكمال"، وكانت الواسطة التي يتلقى بها رئيس الكهنة في العهد القديم، مشيئة الله في كل ظرف من الظروف، ولذلك وردت في الترجمة السبعينية باسم "صوت الوحي"،
ـ والأنوار رمز إلى ما في قلب ربنا يسوع المسيح من حق وبر، فالمسيح هو نور العالم
ـ والكمالات رمز إلى ما في قلبه من كمال فهو كامل فى كلامه وكامل فى سلوكهوهو المثال الكامل لاتباع خطواته
ـ وكان استخدامهما هو الاسترشاد بفكر الرب
3-المنطقة: (خر 28 : 39) (خر39 : 29)
وكانت مصنوعة مما يصنع منه الرداء أيضاً، الأمر الذي يدل على ثبات صفات المسيح وعدم تعرضها للزيادة أو النقصان
ـ والمنطقة علامة للقيام بالخدمة بكل همة ونشاط .
والخادم الحقيقي هو الرب يسوع "لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مر 10 : 45).
وفي حياة الرب يسوع كانت خدمته:
1- خدمته على الأرض: "كان يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أع 10 : 38)
2- خدمته لنا في السماء: "إذ هو حي في كل حين ليشفع لنا" (عب 4 ، 7)
4-جبة الرداءملابس الكهنة خر 28 : 31 ـ 35 )
الجبه هى ثياب واسع طويل يصل الى القدمين وتسمى جبة الرداء وكانت تصنع من أسمانجوني.
وكانت قطعة واحدة لأنها كانت منسوجة من أولها إلى آخرها وبها فتحتين للراس والذراعين.
وكان يوجد في أسفل الجبه فطعه مزركشه من رمانات بينهما جلاجل ( اجراس ) من ذهب تطلق رنينها عند قيامه بالخدمة الكهنوتية.
(أ)-إن لون الجبة الأسمانجوني أو الأزرق، رمز إلى مقام المسيح السماوي.
ـ وكونها قطعة واحدة لا أثر للخياطة فيها، رمز إلى وحدة صفات المسيح وانسجامها، أو بالحري رمز إلى كماله المطلق وعدم وجود أي فاصل بين بعض صفاته والبعض الآخر، فهو (مثلاً) لا يكون عادلاً في وقت ورحيماً في وقت آخر، بل يكون عادلاً ورحيماً في كل وقت من الأوقات
ـ والرمانات رمز إلى الثمار التي كانت تتجلى في حياة المسيح وأعماله .ـ . والأجراس الذهبية كانت ترمز إلى الشهادة العلنية عن الحق الإلهي.
(ب)-فضلاً عن ذلك نقول إنه إذا وضعنا أمامنا أن الجبة كانت أيضاً من ملابس الملوك والرؤساء (أخبار15: 27، حزقيال26: 16)، اتضح لنا أن رئيس الكهنة كان في مقام الملك أو الرئيس. وهذا الأمر لا يتحقق بدرجة مطلقة إلا في المسيح، فهو في ذاته الكاهن والملك معاً (عبرانيين7: 14، مزمور110: 4)،
5-القميص:
وكان منسوجاً من كتان نسيج الشباك (أي أنه كانت مخرماً). وكان رئيس الكهنة يلبسه فوق جسده مباشرة.بعد غسله بالماء ( لا 8 : 7 ) ويمكن تسمية باللباس الداخلى فهو ثوب أبيض بسيط
ـ فلا يمكن لرئيس الكهنه ان يتسربل بثيابه الفاخره دون القميص الابيض الذى يرمز الى النقاء الداخلى
ـ هذا القميص كان مخرماً، ليمنع كتم رائحه العرق فى جسم هرون ، الأمر الذي يرمز إلى عدم صدور أي شيء من المسيح لا يتفق مع كماله المطلق ورائحته الذكية أمام الله، .
ومما تجدر الإشارة إليه أن كلمة "القميص" التي نحن بصددها، هي بعينها التي أطلقها الوحي على الأقمصة التي صنعها الله قديماً، ليستر بها العري الذي أحس بها آدم وحواء عند مخالفتهما لوصيته تعالى (تكوين3: 21)، ومن ثم يكون هذا القميص رمزاً أيضاً إلى بر الله في المسيح الذي يستطيع وحده أن يستر خطايانا، ويجعلنا بلا عيب أمامه.
6-العمامة: ( خر 28 : 39 )
وكلمة "العمامة" هذه مشتقة من العبرية من فعل معناه "يلف"وبمعنى اخر تعنى تاج او اكليل ( اى 29 : 14 ، اش 62 : 3 ، زك 3 : 5 ) وهى رمز للشرف فى بلاد الشرق . وكانت تصنع من الكتان النقي.
ـ وبذلك فهي رمز إلى طهارة الرأس أو بالحري طهارة الفكر من كل النواحي
- هذه الطهارة التي يجب توافرها في كل من يدنو من الله. وليس هناك من توافرت فيه هذه الصفة بدرجة مطلقة إلا بنا يسوع المسيح (مزمور17: 2).
- كما أننا إذا نظرنا إلى غطاء الرأس كعلامة للخضوع (1كورنثوس11: 5- 10)، أو كعلامة للكرامة (زكريا3: 5) كما ذكرنا فيما سلف نرى أن المسيح هو وحده الذي توافرت فيه أيضاً هاتان الصفتان بدرجة مطلقة. فقد أطاع الله كل الطاعة (فيليبي2: 6- 9)، كما عاش بقداسة وكرامة لا تشوبهما شائبة (يوحنا8: 46)
ـ اما بالنسبة لنا نحن المؤمنين يجب ان نلبس العمامه اى نتحلى بالافكار النقيه ونتحلى بالخضوع والتواضع
7-الصفيحة الذهبية: ( خر 28 : 36 )
(أ)-وكانت هذه الصفيحة تثبت بخيط أسمانجوني على العمامة إلى جهة الوجه،
ـ وكان منقوشاً عليها عبارة: "قدس للرب الأمر الذي يدل على أن القداسة هي أجمل ما يريد الله أن يراه في من يتقدمون إليه.
وان بحثنا لانجد أحداً توافرت فيه القداسة الإلهية الكاملة سوى ربنا يسوع المسيح (عبرانيين7: 26) فهو لم يخضع للخطية مرة واحدة، بل كانت كل أفكاره ونواياه، وكل حركاته وسكناته، لأجل مجد الله.
(ب)وبالإضافة إلى ذلك، فإن الغرض الأساسي من وضع الصفيحة المذكورة على جبهة رئيس الكهنة، كان الإعلان على أنه هو الذي يحمل كل اثم يصدر من بني إسرائيل ضد أقداس الله، وذلك لكي يرضى الله عنهم.( وهذا رمز الى الرب يسوع الذى حمل عنا كل اثم )
وايضا بالالتجاء إلى المسيح كرئيس الكهنة. فهو الظاهر في حضرة الله "قدساً لأجلنا أو بالنيابة عننا "، وفي استحقاقاته التي لا حد لها نظهر أمامه كاملين وبلا عيب على الإطلاق (كولوسي1: 22، أفسس1: 4).
كما أنه على أساس شفاعته من أجلنا وخضوعنا القلبي لكلمته، نتخلصون من كل نقص يمكن أن يوجد في قداستنا أو بالحري في عطاياناوصلوانا وخدماتنا التي نقومون بها لأجل الله.
(ج)-و إذا وضعنا أمامنا أن الصفيحة المذكورة كانت تدعى الإكليل أو التاج (2صموئيل1: 10)، اتضح لنا أنها رمز أيضاً إلى أن رئيس الكهنة هو بمثابة ملك أمام الله. وليس هناك من توافرت فيه خواص الكهنوت والملك معاً بدرجة مطلقة، سوى ربنا يسوع المسيح (عبرانيين5: 6، مزمور110: 4، 2: 6) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق