مارتن لوثر (Martin Luther) (أيسلبن، 10 نوفمبر 1483 / 894 هـ - أيسلبن، 18 فبراير 1546 / 953 هـ)،
مصلح ديني مسيحي ألماني شهير، يعد الأب الروحي للإصلاح البروتستانتي.
سيرته
ولد في العاشر من نوفمبر سنة 1483 ببلدة أيسلبن (سكسونيا-أنهالت) ابناً لعامل المنجم هانس لوثر
ومارغريت لينديمان. في أسرة صغيرة من عمال المناجم متواضعة ومتدينة وجـِد صارمة في تربية أبناءها.
تعليمه
التحق لوثر في سنة 1497 بالمدرسة اللاتينية في ماغديبورغ لدى إخوة الحياة المشتركة، وهي جمعية
دينية قروسطية الأصول. بناءاً على والده، التحق في جامعة إرفورت سنة 1501 وحصل على الإجازة
الجامعية في سنة1505.
يقول عن نفسه أن قسوة أبويه عليه حملاه على دخول الدير الأوغسطيني في إرفورت سنة 1505.
وفي سنة 1507
رسّم قسيساً، وفي سنة 1508 قام بتدريس الفلسفة في جامعة فتنبرج، وتولى شرح كتاب "الأخلاق
إلى نيقوماخوس"لأرسطو. واستمر في ذلك عامي 1508 - 1509. وقد شعر بأن هذه المهمة شاقة عليه،
كما يبدو، مما كتبه لصديقه يوهانس براون، القسيس في ايزنآخ، إذ يقول: " إذا أردت أن تعلم كيف حالي،
فاعلم
أنني في حال طيبة بفضل الله. لكن الدراسة صعبة شاقة خصوصاً دراسة الفلسفة، وكان بودي أن استبدل بها،
منذ البداية، دراسة اللاهوت، أعني اللاهوت الذي يبحث عن بذرة الجوزة، ولباب حبة القمح، ونخاع العظام".
ويعد مارتن لوثر رائد حركة الاصلاح الديني في ألمانيا ...
بداية دعوته
في سنة 1511 سافر إلى روما، وهذه الرحلة هي التي غيرت مجرى حياته، ولما عاد منها بدأ سيرته مصلحاً
للدين المسيحي. وكان البابا في روما، في أشد الحاجة إلى المال، ولم يجد سبيلاً للحصول عليه إلا عن طريق
إصدار وبيعصكوك الغفران، وكان يطلب إلى الناس شراؤها ليغفر الله ذنوب أقربائهم أو من يشاؤون ممن
يعذبون
في المطهر بسبب ما اقترفوه من ذنوب. وكان يشرف على هذه العملية راهب دومنيكي يدعى يوحنا تتسل وذلك
في سنة 1516، فراح يروّج لها بطرق ظاهرة أثارت ثائرة مارتن لوثر، فأصدر لوثر بياناً يحتوي على
95 قضية
ضد صكوك الغفران. ولصق البيان على باب كنيسة فتنبرج، في يوم 31 أكتوبر 1517، فسافر تتسل إلى
فرانكفورت
وأصدر من هناك بياناً فند فيه قضايا لوثر الـ 95 ،وقام بإحراق بيان لوثر علناً، فانتقم الطلاب في فتنبرج فأحرقوا
بيان تتسل.
المواجهات
في سنة 1518 انضم ملانكتون إلى لوثر. وتدخل البابا لاون العاشر في النزاع فاستدعى لوثر إلى روما سنة 1518
، لاستجوابه في أمر قضاياه تلك. فتدخلت الجامعة كما تدخل نائب سكسونيا، وأخفقت المفاوضات التي
أجراها الكاردينال كاجتان وملتتس.
ثم جرت مناظرة بين إك Eck وبين مارتن لوثر في سنة 1519، حول سلطة البابا، وصار لوثر يهاجم
البابوية ككل، أي كنظام معطي.
وفي سنة 1520 نشر لوثر نداءه الشهير الموجه إلى "النبلاء العطايين في ألمانيا"، وتلاه برسالة عنوانها
:"في الأسْر البابلي للكنيسة". وفي كليهما هاجم المذهب النظري لكنيسة روما، فأصدر البابا لاون العاشر مرسوماً
ضد لوثر يحتوي على 41 قضية. لكن لوثر أحرق المرسوم علناً أمام جمع حاشد من الأهالي والطلاب
والعلماء في مدينة فتنبرج.
وامتد الهيجان إلى سائر ألمانيا فدعا الإمبراطور شارل الخامس (شارلكان) إلى عقد مجمع في مدينة فورمس
في سنة1521 وأصدر المجمع قراراً بتدمير كتب لوثر، وأمر لوثر بالمثول أمام هذا المجمع، وصدر قرار
بنفيه من سائر بلاد الإمبراطورية الألمانية.
وفي سنة 1522 لما قامت الاضطرابات الشهيرة، عاد مارتن لوثر إلى فتنبرج، وأعلن سخطه على الثائرين
كما أعلن سخطه على الطغاة. وفي نفس السنة كتب رده إلحاد على ملك إنجلترا هنري الثامن، حول
الطقوس السبعة.
تتلخص إصلاحات لوثر في الكنيسة الكاثوليكية وإنشاؤه الكنيسة البروتسنتية على أساس :
1. إلغاء غفران القسيس للذنوب وحرق صكوك الغفران وبالتالي إلغاء تكسب الكنيسة من الشعب.
2. المطالبه بزواج الكهنة والقسس.
3. إلغاء القداس الإلهي وغفران القسيس لذنوب الميت حيث لا يغفر الذنوب إلا الله.
4. إلغاء تحويل القسيس للخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه [بحاجة لمصدر].
التوهج
في سنة 1530 بلغت حركة الإصلاح الديني في ألمانيا التي قام بها لوثر أوجها بإصدار اعتراف أوجسبورج.
وقد أمضى لوثر السنوات الباقية من عمره في زيارة الكنائس التي أخذت بحركة الإصلاح، وفي إلقاء
المواعظ
التي نشر الكثير منها، وفي لقاءاته مع ممثلي الكنائس الإنجليزية التي انضمت إلى حركة الإصلاح الديني.
وقد عقد في سنة 1539 مع سائر ممثلي الكنائس الألمانية المصلحة ميثاقا يسمى " ميثاق فتنبرج "...
رسائله
له رسائل كثيرة، من آخرها، رسالة حول "المجامع الدينية "، ورسالة ضد "مجددي التعميد"، ورسالة
عنيفة بعنوان "بابوية روما أسّسها الشيطان ".
وفاته
في سنة 1546 دُعي لفض نزاع قام في بلدة أيسلبن، وبعد أن أفلح في فض النزاع أصيب بنوبة برد
ما لبث أن
توفي في أثرها وذلك في 18 فبراير 1546.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق