الاثنين، 5 مارس 2012

مرض اللاشمانيا




 مرض اللاشمانيا:

من المعروف أن تلوث البيئة يؤدي إلى حدوث إصابات مرضية, بالاضافة إلى توفر ظروف مناسبة لانتشار العديد من الحشرات و القوارض التي تساهم في نقل العوامل الممرضة من شخص مريض إلى آخر سليم ,ومن الأمراض التي تسببها البيئة الملوثة : الملاريا - الكوليرا والزحار 

كما أن التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة نتيجة إشادة المنشآت الزراعية و الصناعية و التوسع العمراني العشوائي,
 و استخدام المبيدات الحشرية بكثرة ,أدت إلى وجود ظروف ملائمة لنمو حشرات و فيروسات ضارة كذبابة الرمل
 التي تسبب في حدوث مرض اللاشمانيا 
ولايزال هذا المرض حتى الآن يوقع سنوياً مليون و نصف إصابة بشرية و يحتل مكاناً متميزاً في اللوحة الوبائية العالمية‏
فما هو هذا المرض الذي سطع في الآونة الأخيرة ?‏ 
إنه مرض طفيلي معد ومشترك يصيب الانسان وبعض الحيوانات و ينتقل من المريض إلى السليم بواسطة الحشرات
 و ينتشر في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية ( بلدان حوض البحر المتوسط ,غرب و جنوب آسيا, شمال افريقيا
 ,أمريكا الوسطى و الجنوبية , المكسيك )‏ 
يصيب هذا المرض جميع الناس وبكل الأعمار و الجميع لديهم قابلية للاصابة بهذا المرض‏
أنواع مرض اللاشمانيا:‏ 
لمرض اللاشمانيا نوعان أساسيان هما :‏ 
1- اللاشمانيا الجديدة : وتقتصر على تقرحات جلدية دون أمراض أخرى و قد تكون سطحية‏ 
2- اللاشمانيا الحشوية: هو مرض قاتل و ينتشر في الهند و الصين و السودان‏ 
من المعروف بأن لكل مرض ساري سلسة عدوى و إن هذه السلسلة في مرض اللاشمانيا تتكون من ثلاث حلقات و
في حال غياب أى حلقة من هذه السلسلة فإن مرض اللاشمانيا ينتهي تواجده‏ 
وهذه الحلقات هي :‏ 
أولاً: العوامل المسببة للمرض : والتي هي عبارة عن طفيليات صغيرة من وحيدات الخلية تعيش بشكل اجباري داخل
الخلايا عند الانسان والحيوان وتتكاثر هذه الطفيليات مرحلة أولى ضمن الانسان و الحيوان ومرحلة ثانية مكملة للأولى
 ضمن الحشرة الناقلة, يوجد عدة أنواع من هذه الطفيليات التي تتبع جنس اللاشمانيا و كل نوع منها يسبب إصابة محددة‏ 
فطفيليات اللاشمانيا من نوع تروبيكا تسبب الشكل الجلدي الجاف, و الطفيليات من نوع ماجور تسبب الشكل الجلدي
 الرطب أما طفيليات من نوع انفانتوم فإنها تسبب اللاشمانيا الحشوية‏ 
ثانياً: الخازن الطفيلي (المستودع ) وهو المكان الذي يتواجد فيه طفيلي اللاشمانيا ويعيش ويتكاثر فيه و يصبح مصدراً للاصابة :‏ 
1- القوارض البرية : وتعتبر مستودعا طبيعيا لطفيليات اللاشمانيا التي تسبب النوع الجلدي الرطب‏ 
2- الانسان المصاب: وهو خازن للاشمانيا الجلدية الجافة من نوع تروبيكا‏ 
3- الكلاب و الثعالب وابن آوى : جميعها مستودعات لطفيليات اللاشمانيا الحشوية‏ 
ثالثا: الذباب الناقل للمرض : تعتبر أنثى ذبابة الرمل هي المسؤولة عن نقل طفيليات اللاشمانيا من المريض للسليم.
هناك اكثر من 35 نوعا من هذا الذباب الناقل والذي ينتشر بشكل واسع في /البلدان العربية ¯ بلدان حوض المتوسط ¯
بعض بلدان امريكا اللاتينية/.‏ 
وذبابة الرمل هي حشرة صغيرة الحجم من 5ر1 ¯ 2مم صفراء اللون وتتواجد على مدار السنة ماعدا الشتاء حيث
تكون في مرحلة البيات الشتوي, وتعيش في المناطق الحارة والرطبة والخفيفة الرياح وتنشط فقط في مثل الظروف‏ 
تضع الانثى مابين 20 ¯ 100 بيضة في التربة الرطبة وتنضج فقط في المناطق المناخية الملائمة وخاصة عند
 الغروب والليل وتقفز وتطير طيران هادىء لايسمع له صوت تتغذى الذكور والاناث على السوائل السكرية من النباتات
 لكن لابد للانثى الملقحة من وجبة دموية لحاجتها للاباضة حيث تنجذب أنثى ذبابة الرمل لرائحة المصاب باللاشمانيا
 ومفرزات الجسم فتقوم بلدغ الانسان ليلا وهو نائم في الاماكن المكشوفة من الجسم مثل الوجه ,الرقبة الاطراف,
 وأحيانا الجذع ويتم هذا في الاوقات الحارة من فصل الصيف وتبلغ ذروته في شهر آب ¯ ايلول وبعد أن تأخذ رشفة
دم من الانسان المصاب تختار مكان مظلما ورطبا وغنيا بالمواد العضوية حيث تتغذى عليها اليرقات التي ستخرج من
 تلك البيوض وعند اكتمال نمو البيوض وتصبح قادرة على الطيران يتكاثر الطفيلي في معي الحشرة حتى تصبح هذه الحشرة
 حاملة للطفيلي طيلة حياتها‏ 
وتختبىء ذبابة الرمل في النهار في الزوايا المظلمة من البيوت المهجورة وفي شقوق الغرف والجدران والزرائب والاسطبلات
وقن الدجاج وجحور القوارض‏ 
وعندما تقوم ذبابة الرمل بلدغ الانسان تضع له طفيليات اللاشمانيا التي تأخذ بالتكاثر في منطقة الاصابة فقط وخلال مدة
من الزمن تتراوح من اسبوعين الى ستة أشهر تظهر في مكان العضة حطاطة صغيرة حمراء اللون وغير التهابية وغير
مؤلمة تكبر تدريبيا وقد تصل من 1 ¯ 5 سم ثم تتحول بعدها الى عقيدة صغيرة تعلوها قشرة صغيرة تكبر وتنز ومن ثم
 تتقرح من وسطها وتتشكل قشرة سمراء تتعلق بشدة بالنسيج الجلدي ويمكن أن تبقى لمدة قد تبلغ السنة أحيانا ومن هنا
 جاءت تسميتها العامة بحبة السنة ونسبة لكثرة تواجدها في حلب عرفت بحبة حلب.‏ 
العوامل المؤثرة في انتشار مرض اللاشمانيا:‏ 
هناك عدة اسباب ادت الى تزايد مرض اللاشمانيا معظمها سببه النشاط البشري ومايحدثه من تغيرات في البيئة المحيطة
 نتيجة التوسع في المشاريع الزراعية والصناعية والتوسع العمراني العشوائي ونتيجة لاستخدام المبيدات الحشرية التي
 أخلت بالتوازن الحشري حيث ادى ذلك الى سيادة أنواع معينة من الحشرات على حساب أنواع اخرى.‏ 
فعمليات انشاء السدود بالرغم ما تحققه من فوائد فهي تؤدي بالمقابل الى تغيير في درجات ا لحرارة والرطوبة في المناطق
 المجاورة للسد وهذا يؤدي الى خلق ظروف ملائمة لذباب الرمل من جهة والى وجود القوارض من جهة اخرى وهذا
 ماحدث بالضبط في منطقة محردة والغاب حيث ظهرت اصابات اللاشمانيا بعد انشاء السدود فيهما.‏ 
يرتبط زيادة حالات الاصابة باللاشمانيا بتزايد الحركة السكانية الى الاماكن المبوءة مثل البدو الرحل وغيرهم الذين
 يرافقون اغنامهم ومواشيهم سعيا للمرعى في المناطق التي يستوطن فيها مرض اللاشمانيا حيث يتعرضون للاصابة
 بهذا المرض وكذلك يلاحظ زيادة الاصابات عند العساكر الذين يؤدون خدمتهم في المناطق المبوءة‏ 
أمراض الليشمانيات
هى مجموعة من الأمراض المحمولة بالحشرات المفصلية الناقلة للأمراض (ِArthropode borne diseases)
وله عوائل فقارية خازنة للطفيل.
ومن العوائل الناقلة للمرض حشرة ذبابة الرمل (Sand flies ) وإسمها العلمى (Phelebotomus )
والعوائل الخازنة للطفيل هى:
ذوات الأنياب (Canine) ومنها الكلاب وأيضا والجرذان(Rodent) ومنه الفئران من جنس (Rattus rattus)
 وجنس(Rattus norvagicus).
والطفيليات مسببات هذه الأمراض هى
انواع مختلفة من جنس طفيلي الليشمانياLeishmania وهى من الاحياء المجهرية وحيدة الخلية 
وطفيلى الليشمانيا من السوطيات الدموية عائلة المثقبيات ، ومن انواع جنس الليشمانيا:
( اليشمانيا الحشوية ، الليشمانيا الجلدية واليشمانيا الجلد مخاطية ) .
ويحتوى طفيلى الليشمانيا الاحادى الخلية على مكونات خلوية طبيعية : 
غلاف الخلية، شبكة الإندوبلازم، انابيب دقيقة (جهاز ميلبيجى) ، خويطات ، فجوة، نواه ، والجسم الحركى (الميتوكوندريا)
 - وقاعدة سوط مع أو بدون الغشاء المتموج.
اكتشفت طفيليات الليشمانيا فى الهند من قبل العالمان(Leishman) و(Donovan) عام 1903 حيث وجدا نوع
(ليشمانيا دونوفانى) فى طحال المصابين وسميت الحالة المرضية بأسماء عديدة دوم دوم(dum dum fever)
كالاازار(Kala azar) .
وتتميز الليشمانيا بأن لها خلال دورة حياتها طورين مختلفين وكل طور فى عائل مختلف :
* طور الاماستجوت Amastiogote :
يوجد فى خلايا الجهاز الشبكى الاندوثيلى فى المونوسايتMonocytes ، وفى الخلايا الآكولة Phagocytic cell
 للعائل الفقارى
* طور البروماستجوت Promastigote : 
ينمو ويتطور فى داخل القناة الهضمية لذبابة الرمل Phebotomus spp
عندما تثقب ذبابة الرمل جلد العائل المصاب لاخذ الدم للتغذية فإنها تأخذ مع الدم الاماستجوت ثم يتحول هذا الطفيلي
 إلى طور البروماستجوت ذو السوط (الطورالمعدى ) فى القناة الهضمية للحشرة ويأخذ فى الانقسام بسرعة إلى إعداد
 كبيرة حتى اليوم الثالث ، وفى اليوم الرابع او الخامس يبدأ في الاتجاه إلى أعلى والأمام حتى يصل إلى المعى
الأمامى ثم المريء ، فالبلعوم حيث تملأه أعداد كبيرة لدرجة انها تسده تماماً، وعندما تجد الذبابة عائلا جديداً
 فإنها تغرس أجزاء من فمها فيه فتدفع (Promastigote) مع اللعاب إلى داخل جسم العائل وهى تقوم بامتصاص الدم .
والبروماستجوت المحقونة من قبل ذبابة الرمل المصابة تلتهم عادة من قبل الخلايا الأكولة الدفاعية فى الجسم وتتحول إلى اماستجوت(Amastigote) ثم تأخذ بالانقسام طولياً ونتيجة لتكاثر الطفيلي داخل الخلية الأكولة وبعد ان تمتلئ
 الخلية بالاماستجوت فإنها تنفجر حيث تتحرر أجسام الليشمانيا بين الخلايا لتلتهم من قبل خلايا أكولة جديدة وهكذا تستمر
 هذه العملية وتعرف هذه الفترة بفترة الحضانة، وفى بعض الأحيان أثناء تحرر الاماستجوت من الخلايا الأكولة فإنها تنجرف
 مع الدم وتنتقل إلى المناطق المفضلة لها وهى خلايا الجهاز الشبكي الاندوثيلى في الطحال والكبد ونخاع العظام والغدد
 اللمفية كذلك توجد بشكل محدود فى الدم وعادة داخل المونوسايت، ونتيجة لهذه الدورة فإن الجسم يفقد عدداً كبيراً من الخلايا
 الأكولة حيث يبدأ الجسم بإنتاج خلايا مشابهة جديدة. ونتيجة لتكاثر الطفيلي فى خلايا الجهاز الشبكي الاندوثيلى فإن الطحال يزداد فى
الحجم والوزن وكذلك الكبد ولكن بدرجة أقل من الطحال، ومن الأعراض المهمة الأخرى التي تظهر على المريض
ومنها فقر الدم وهو مايعرف (بمرض الليشمانيا الحشوية.
أنواع الليشمانيا الحشوية:
* ليشمانيا دونوفانى دونوفانى ( Leishmania donovani donovani ) :
المسبب لداء الليشمانيا الحشوية أو (الكالاازار) أو (مرض الحمى السوداء ) للكبار ( ينتشر هذا المرض فى أقطار
 أسيا خاصة الصين، الإتحاد السوفيتى، الهند، إيران، تركيا والعراق وكذلك أمريكا الجنوبية) .
* ليشمانيا دونوفانى إنفانتم ( Leishmania donovani infantum ) :
وهو مايعرف بإسم ليشمانبا حوض البحر المتوسط ويصيب الأطفال من سن 1-5 سنوات ومن اهم أعراضه:
o حمى شديدة وغير منتظمة تحدث مرتين يوميا .
o تضخم فى الطحال والكبد بشكل تدريجي ومستمر .
o شحوب بسبب فقر الدم .
o تضخم بالغدد الليمفاوية .
1. أنواع الليشمانيا الجلدية:
* ليشمانيا ماجور(Leishmania major ):
العامل المسبب لداء الليشمانيا الجلدية او القرحة الرطبة وينتشر هذا النوع من المرض فى انحاء كثيرة من دول الشرق
 الأوسط ومنها مصر حيث ينتشر بمحافظة شمال سيناء (وقد ذكر من قبل انواع العوائل الخازنة للطفيل )
* ليشمانيا تروبيكا Leishmania tropica: 
العامل المسبب لداء الليشمانيا الجلدية او القرحة الشرقية ( ينتشر بصورة خاصة فى مناطق شرق البحر المتوسط
وفى جنوب غرب أسيا ) وتغزو الليشمانيا المسببة لهذا الداء الجلد فقط وليس الأعضاء الداخلية بالإضافة إلى إن
 الكلاب حساسة جداً ومعرضة للإصابة بهذا المرض كما إنها تكون مخزناً هاماً لليشمانيا الجلدية .
أعراض امراض الليشمانيا الجلدية:
تبدأ اعراض المرض الجلدى بتكون بثرة صغيرة تشبه لدغة إحدى الحشرات حيث تتسع تدريجياً حتى تصبح بقطر
 بوصة واحدة او اكثر من ذلك وتحدث القرحة الجلدية وهى غالبا ماتوصف بانها قرحة حولية نظيفة وغير مؤلمة
( Annual painless ulcers) .
ومن امراض الليشمانيات الجلد مخاطية والتى تتوطن بقارة امريكا الجنوبية:
ليشمانيا برانزلينسيس(Leishmania branziliensis): العامل المسبب لداء الليشمانيا الجلدية المخاطية
(توجد فى جميع مناطق أمريكا الجنوبية وتكثر عادة فى المناطق الريفية أكثر من المدن) وينتقل المرض باللمس المباشر
 وكذلك بلسعة ذبابة الرمل، 
وهناك ثلاث حالات لهذا الداء:
* القرحة المكسيكية(L.b. mixicana):
تنحصر في الأذن وتكون مزمنة ويكون التقرح قليل فيها ولا تنتقل من منطقة الى أخرى فى الجسم.
* قرحة يوتا (Uta boile ) :
تكون القرحة شبيهة بالحبة الشرقية ونادراً ما تنتقل الى الأغشية.
* نوع قرحة إسبونديا ( Espundia boile) :
تكون متعددة التقرح ومتنقلة حيث تمتد لتصيب الاسطح الجلدية والجلدية المخاطية وعادة توجد فى المناطق
الدافئة ويحدث هذا المرض فساد وصديد يكثر فى الإغشية المخاطية وتجاويف الأنف مع تدمير فى غضاريف
 الأنف وعظم الفك الأعلى من الفم.
كانت نسبة الوفيات فى مرض الكالاازار حوالى 95% ولكن بعد اكتشاف مركبات الانتيمونى للعلاج انخفضت
هذه النسبة الى حوالى 5% وذلك عن طريق الحقن فى الوريد أو العضل، أما علاج القرحة الشرقية لان اثر
 القرحة يقتصر على مكان وجودها فمن الممكن معالجتها موضعياً بمطهرات أو مراهم، كما أن حقن كبريتات 
الاتبرين حول القرحة له تأثير ناجح.
إستراتيجية المكافحة للمرض تعتمد على :
* سرعة إكتشاف المصابين وعلاجهم فوراً
* مكافحة العوائل الناقلة للمرض (حشرة ذبابة الرمل )
* مكافحة العوائل الخازنة للمرض بمناطق التوطن (القوارض والكلاب )
الأعراض التي تدعو للشك في اصابة الشخص بالمرض وهى:
* حمى شديدة وغير منتظمة تحدث مرتين يوميا.
* تضخم فى الطحال والكبد بشكل تدريجي ومستمر.
* شحوب بسبب فقر الدم .
* تضخم بالغدد الليماوية .
لم تظهر حالات ليشمانيا حشوية بين الأطفال منذ عام 1995 وحتى الآن ، علما بأنه كانت تظهر اكثر من
10 حالات سنويا منذ عام 1986 مع حدوث حالات وفيات بينهم نتيجة لعدم الوعى بين الأهالى والأطباء
 بوجود هذا المرض بهذه المناطق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق