الأحد، 29 أبريل 2012

اشارة المرور


قصة اختراع 
( إشارة المرور )



كان ضباب لندن وخاصة في الليل مصدر قلق للمهندس الانجليزي (ج.ب. نايت) المتخصص في إشارات مرور القطارات وتنظيم حركتها، فخطر بباله أن يستعمل الإشارات الضوئية وابتكر مصباحين يعملان على الغاز أحدهما باللون الأحمر والآخر باللون الأخضر، لإيقاف القطارات وتسييرها، غير أن أحد المصباحين انفجر وقتل الشرطي المكلف بالمراقبة، مما أحبط إجراء المزيد من التجارب على هذه الفكرة .
بعد اختراع السيارة, وتكاثر أعدادها, ظهرت الحاجة إلى وسائل لتنظيم المرورولم تجد أنظار الباحثين ما تتوجه إليه غير الفكرة الإنجليزية القديمةفظهرت أول إشارة سير بالألوان الثلاثة الأحمر والبرتقالي والأخضر لأول مره سنة 1914م في أحد شوارع "كليفلاند" في الولايات المتحدة.
وفي عام 1918م ظهرت إشارة السير لأول مره في نيويورك, وبعدها بسنتين وصلت إلى مدينة ديترويت، وكانت إشارات السير هذه تقع في أعلى برج مبني وسط الشارع ويدعى "برج المرور" وتدار يدويا بواسطة شرطي يسهر عليها.
في العام 1925م , قررت بريطانيا اعتماد الوسيلة نفسها لتنظيم حركة السير فيها، وكانت أول إشارة سير في لندن تقع عند تقاطع شارعي البيكاديللي وسانت جايمس، وبعد ذلك بسبع سنوات تم تطوير إشارة السير في انجلترا بحيث صارت تعمل آليا حسب كثرة السيارات غير أن الصدفة العجيبة تكمن في أنه عند تجربة النموذج الأول منها في شارع كورنهيل في لندن، وأدى تسرب للغاز في غرفة التحكم إلى حصول انفجار ومقتل الشرطي بمجرد إضاءة المصباح للمرة الأولى.وبذلك تكون بريطانيا قد دفعت قتيلين ثمناً للابتكار الجديدوبمرور الزمن تطورت إشارات السير، فأصبحت تُدار بواسطة أجهزة كومبيوتر مركزية تتحكم بها، غير أن شكلها الظاهر أصبح أبسط مما كان عليه في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ اختفت الأبراج الضخمة والأعمدة البرونزية المنحوتة والتي كانت تعلوها التماثيل في نيويورك ولوس أنجلوس لتصبح مجرد أعمدة معدنية ملساء تعلو مصابيحها بعض الأحيان كاميرات للمراقبة.
ومعظم إشارات السير في العالم تعمل اليوم بالألوان الثلاثة الأحمر والبرتقالي والأخضر التي يضاء الواحد منها بعد إطفاء الآخر، مع بعض الاستثناءات كما هو الحال في مدينة بوسطن الأمريكية حيث يضاء الأخضر والبرتقالي سوية.
غير أن أغرب إشارة سير في العالم هي تلك الموجودة في مدينة البندقية في إيطاليا وتقع عند تقاطع قناتين مائيتين ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق