الجمعة، 17 فبراير 2012

الهندوسية

الهندوسية


الإله الهندوسي "شري گانِش". يُعبد من قبل العديد من الهندوس ويعتقدون انه يذلل الصعاب.
الهندوسية (بالهندية ديفانيجاري:हिंदु) هي ديانة تعتبر من أقدم الديانات المعاصرة وبأتباع يربون على المليار نسمة، منهم 890 مليون نسمة يعيشون في الهند. وقد نشأت الهندوسية في شبه القارّة الهندية ذات الـ 96% من تعداد الهندوس في العالم، وتعود نشأتها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
كلمة "هنْدُو" (بكسر الهاء) هي كلمة فارسية الأصل ولم تستخدم هذه الكلمة لتصف الديانة الهندوسية بل استخدمها الفرس ليشيروا للقوم الذين يسكنون ما وراء نهر السند. وأطلق المصطلح في البداية على تلك المفاهيم الدينية الهلامية للهندوس وعُرفت تلك المفاهيم بالتالي بالهندوسية - ديانة الهندوس. الهندوسي هو من يؤمن بالفلسفات الواردة في كتاب الـ "فيدا"، ويعدّ كتاب الفيدا من أقدم المخطوطات على وجه الأرض. وتعتمد فلسفة الفيدا على أن طبيعة وتكوين المخلوقات إلهية الطّابع، وان الله، أو "البراهما" كما يسميه الهندوس، يوجد داخل كل كائن حي. ومفهوم الدين بالنسبة للهندوس هو عملية البحث عن الذات، أي عملية البحث عن الكيان الإلهي داخل الإنسان. كما لا تنادي الهندوسية بالبحث عن الخلاص أو إنقاذ الروح، فالروح سليمة وليست بحاجة لخلاص او انقاذ، فكل ما يحتاجه الإنسان هو التّخلص من الجهل المحيط بمعرفة الذات.
الهندوسية Hinduism أقدم ديانة وثنية حية وثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية والإسلام، يعتنقها معظم سكان القارة الهندية الذين يقدرون بنحو 800 مليون نسمة، تعود أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويعني اسمها «أولئك الذين يعيشون في رحاب نهر الهندوس». وتتكون من مجموعة من العقائد والثقافات والديانات التي نشأت، واندمجت عبر تاريخها الطويل لتتمحور حول القداسة والحياة الآخرة والممارسات الشخصية. لا يوجد كتاب واحد يجمع شريعة الهندوسية، ولكن هناك عدد من الكتابات المقدسة وأهمها الڤيدا Veda والبورانا Purana والرامايانا والمهابهاراتا[ر].
والبورانا قصص شعرية طويلة تحكي أهم الأساطير عن الآلهة والإلهات وحيوات كبار الأبطال الهندوسيين كما تصف كيف بدأ العالم، وكيف سينتهي، وكيف سيبعث.
وفي مستهل تاريخ الديانة عبد قدامى الهندوس الآلهة التي تجسد قوى الطبيعة كالمطر والشمس، وبمرور الزمن تحولت هذه المقدسات، وظهرت في أشكال مختلفة؛ لكنها في النهاية تشكل جزءاً من الروح العالمية التي تسمى براهمان Brahman، وهذه البراهمان تمثل عدداً من الآلهة، أبرزها براهما Brahma خالق العالم وڤيشنو Vishnu الحافظ وشيڤا Shiva المهلك والأخير الذي ترتبط به زوج عرفت بأسماء مختلفة، منها دورجا Durga وكالي Kali وبارڤاتي Parvati وأوما Uma وهي إلهة الأمومة المحبوبة وكذلك إلهة الخوف والدمار.
ووفق معتقدات الهندوس وشعرائهم فإن للحيوانات كما للإنسان أرواحاً ومع أن الحيوانات في معظمها كانت مقدسة فإن البقرة أولاً، والقرود والأفاعي كانت تليها في القداسة.
==================================
تعريف
منشأيسمى الجزء الأخير من كتاب الڤيدا بالـڤيدانتا، وينص هذا الجزء على ان عملية البحث عن الذات (الوصول إلى الله) يمكن ان تتم بطرق عديدة من خلال الطّقوس الدينية المختلفة، ومهما تنوعت هذه الطقوس، فهي صحيحة وستؤول في النهاية إلى معرفة الإنسان لذاته، وليس من الضروري ان تكون الطقوس هندوسية، فقد تكون مسيحية او بوذية. لهذا، ينص الفيدانتا على إحترام جميع الأديان ويعتقد الهندوسيون انهم متميزون بمرونتهم وتقبّلهم للديانات الأخري. يقدم الهندوس الطاعة والطّقوس الدينية لكثير من الآلهة، ويقدمون الطقوس لهذه الآلهة عن طريق أصنام ومجسّمات تعبّر عن تلك الآلهة، وتبيّن هذه الآلهة المتعدّدة بياناً مختلفاً للإله براهما، فلا تعتبر الهندوسية نفسها أنها ديانة توحيد، ولا ترى أنها ديانة إشراك.
لا يُعرف الكثير عن منشأ الهندوسية لأنها ترجع بنا في التاريخ إلى ما قبل فترة التاريخ المدوّن، ويعتقد ان الهندوسية مشتقّة من الإعتقادات التّالية : إعتقادات الآريين النّازحين من اوروبا والتي كانت مبنيّة على الأساطير النرويجية واليونانية، الدرافاديين، و الـ هارابان (حضارة وادي السند).
يعتقد بعض علماء المسلمين أن الهندوسية كانت دينا سماويا أنزل على نبي بالهند . ولعل طول العهد بهذه الديانة قد فتح الباب لإضافات وتعديلات أوصلته إلى صورته الحالية.
وهي دعوة إلى التقارب والتفاهم والتعاون لخير الإنسانية جمعاء.

ديموغرافيا

لا غرابة في تمركز أكبر نسبة من الهندوس في شبه القارة الهندية حيث نشأت الهندوسية، ولا غرابة بوجود أتباع للهندوسية في المناطق المجاورة للهند كـنيبال وجزيرة بالي في اندونيسيا، ولكن توجد الهندوسية في أماكن بعيدة جغرافياً عن الهند، وربما يعزي السبب لهجرة الهنود لهذه الدول. نجد الهندوسية في جنوب أفريقيا ( 1.2 مليون)، المملكة المتّحدة (1.2 مليون)، كندا (0.7 مليون)، هولندا (0.4 مليون)، سورينام (أمريكا اللاتينية 0.2 مليون)، جمهورية جويانا (أمريكا اللاتينية (0.4 مليون).

المدارس الفلسفية

وعلى مر العصور طورت الديانة الهندوسية ست مدارس فلسفية دينية أصبحت مصدراً من مصادر الثقافة الدينية، وهي النيايا Nyaya وڤايشسكا Vaisheska وسانكيا Sankhya ويوگا Yoga وبورفاميمامسا Purva- mimamsa وڤيدانتا Vedanta. الأولى اختصت بمنطق الديانة، والثانية بطبيعة الكون، والثالثة بأصل العالم وتطوره، أما اليوغا فهي تدريبات ومجموعة تمارين عقلية وحيوية يحاول فيها الشخص تحرير روحه من جسده وتوحيدها مع البراهمان، والخامسة اختصت بالترانيم والتعاويذ والأناشيد الدينية، والأخيرة بتفسير بعض الموضوعات الدينية الواردة في الكتب السابقة.

الطّبقية الهندوسية

ومنذ استقرار الآريين في الهند عرف المجتمع الهندوسي الطبقية التي تفاوتت مع الزمن، لكنها استقرت على أربع طبقات رئيسة: وهي طبقة البراهمانيين Brahman وهم العلماء ورجال الدين، وطبقة الكشاتريا Kshatriya وهم الحكام والمحاربون، وطبقة ڤايسيا Vaisya وهم التجار والحرفيون، وأخيراً طبقة السودرا Sudra وهم العمال والخدم. وتأتي في أسفل السلم الاجتماعي مجموعة من البشر الذين لم يعترف المجتمع الهندوسي بمواطنيتهم، وهم مجموعة «المنبوذين» Untouchables الذين يمارسون المهن الوضيعة التي لا تسمح الهندوسية لأي فرد من أفرادها بممارستها وخاصة الدباغة والنظافة العامة. وجدير بالذكر أنه عندما أعطى دستور الهند الحديث في سنة 1950 لهذه المجموعة حقوقها كالمواطنة استمر المجتمع الهندوسي بممارسة التمييز العنصري ضدهم الذي بدأ يتقلص تدريجياً بمرور الزمن، ولاسيما في المدن الكبرى.

المعتقدات

يوگا


Swami Vivekananda, shown here practicingmeditation, was a Hinduguru (teacher) recognized for his inspiring lectures on topics such as yoga.

تناسخ الأرواح


تؤمن الهندوسية بفكرة تناسخ الأرواح، فإذا مات الجسد، خرجت منه الروح لتحلّ في جسد آخر. وحياة الإنسان او الحيوان، ما هي الا فترة تقضيها الروح في هذا الجسد او ذاك. تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى انسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة.و هي ديانة تحرم أكل اللحوم ..
تعتقد الهندوسية بشدة استحالة موت الروح بعد مفارقتها جسد المتوفى، وأنها تتقمص بعد الوفاة جسداً آخر تتناسب أهميته طرداً مع عمل صاحبها الأول في الحياة؛ إذ يمكن أن تحل الروح في جسد ملك أو عالم أو كاهن إذا كان عمل الجسد السابق في الحياة طيباً، ويمكن أن تحل في حيوان أو حشرة إذا كان عمله سيئاً، وتضيف الهندوسية إلى هذا الاعتقاد أن الروح تتطور في عملية الحلول في الجسد الآخر حتى تصل إلى درجة الكمال، وهو مستوى جديد من الوجود يدعى Moksha، لا تعود بعدها إلى سابق عهدها أبداً.
============================
الحج والأعياد
وتتنوع معابد الهندوسية بين معبد كبير يضم صورة إله كبير أو تمثاله إلى جانب مزارات آلهة أقل شأناً وبين معابد صغرى تضم صورة إله واحد فقط أو تمثاله، يقوم المؤمنون - بناء على اعتقادهم أن التمثال أو الصورة ليست رمزاً، بل آلهة حية داخل الصورة أو التمثال - بغسل التمثال وإلباسه الملابس وجلب الطعام له، ويعقدون في هذه المعابد احتفالات سنوية يحييها ملايين المؤمنين خاصة في المعابد المهمّة المقامة على ضفاف أكثر أنهار الهند قدسية نهر الغانج Ganges.
وفي المناطق البعيدة عن المعابد أو القريبة منها يعبد الهندوس بعض الآلهة المختارة من قبل رب العائلة داخل البيوت في مزارات صغيرة، وتجري لها داخل هذه البيوت احتفالات سنوية أو في المناسبات الخاصة، كوصول الأولاد إلى سن الشباب أو الزواج أو الحمل أو الولادة.
ويضيف الهندوس إلى قائمة معبوداتهم بعض القديسين والقديسات من البشر، ومنهم اليوغي Yogi أو أولئك الذين يمارسون التأمل (اليوغا) أو معلمي الروح الذين يطلقون عليهم اسم الغورو Guru، إضافة إلى الأبطال الشعبيين وحماة المجتمع الذين يرفعونهم إلى مرتبة القداسة، وتشرف على عبادتهم وتكريمهم مجموعة من النساك والكاهنات.
واللافت في العالم اليوم انتشار الهندوسية خارج الهند في عدد من المجتمعات التي تسمح بالهجرة؛ ولاسيما في الولايات المتحدة وأستراليا وغيرها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق